الليلة الثامنة عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الدرويش الثاني.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الدرويش الثاني قال للمرأة: ما إن ركلت الأرض بقدمي حتى دوى صوت الرعد ولاح ضوء البرق، وبدأت الأرض في الاهتزاز وساد الظلام.
صاحت الأميرة: «انهض وانج بحياتك.» فصعدت السلم هربا، لكن من شدة فزعي نسيت خفي والفأس. وعندما قاربت على الوصول للقمة، رأيت أرضية القصر تنشق ويظهر منها الجني. ولما وصلت إلى الخارج، أعدت الباب السري إلى ما كان عليه، وغطيته بالتراب. وشعرت بأسف شديد عندما فكرت في الأميرة التي عاشت في هدوء وسكينة مدة خمسة وعشرين عاما قبل أن أزعجها. ووبخت نفسي على ما فعلت.
واصلت السير حتى وصلت إلى صديقي الحائك. كان قلقا ومنتظرا عودتي. وسعد برؤيتي، فشكرته، وذهبت إلى غرفتي الصغيرة خلف المتجر.
وبعد فترة قصيرة، جاء الحائك إلي وقال: «يوجد سيد عجوز بانتظارك في الخارج، ومعه فأسك والخفان. إنه يبحث عنك.»
عندما سمعت ذلك، بدأت في الارتعاد. وبينما نتحدث معا، انشق الحائط وظهر السيد العجوز. لقد كان الجني. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا، إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
الليلة التاسعة عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء، أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة المذهلة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الدرويش الثاني.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
Page inconnue