فانتفض الجني وتحول إلى دخان تصاعد وامتد فوق البحر وانتشر فوق الأرض، ثم تجمع وبدأ يدخل في الجرة. وعندما اختفى الدخان، صاح الجني من الداخل: «يا صياد، أتصدقني الآن؟»
أمسك الصياد السدادة على الفور، وثبتها بإحكام في فتحة الجرة، ثم صاح: «والآن، أيها الجني، أخبرني كيف تود أنت أن تموت، لأنني سألقيك في هذا البحر، وأقيم منزلا هنا على الشاطئ، وأحذر كل صياد يمر بالمكان من الجني الذي سيخيره بشأن كيفية موته.»
أدرك الجني أن الصياد خدعه، وقال: «أيها الصياد، لا تفعل ذلك بي، لقد كنت أمزح معك فقط.»
فرد الصياد: «إنك لأكثر الجن دناءة وخسة.» ثم بدأ يدحرج الجرة ناحية البحر. صاح الجني: «لا! لا!» لكن الصياد أجاب: «نعم! نعم!»
وأخيرا، طلب الجني بصوت رقيق: «أيها الصياد، إذا فتحت الجرة، فسأجعلك غنيا.» فرد الصياد: «أنت تكذب، وسأعاقبك بإلقاء هذه الجرة في قاع البحر!»
صاح الجني : «يا صياد، لا تفعل! حررني هذه المرة، وأتعهد بألا أزعجك أو أمسك بأذى أبدا، ولكنني سأجعلك غنيا.» عندما سمع الصياد ذلك، جعل الجني يتعهد أمام الله أنه إذا حرره وأطلق سراحه، فلن يؤذيه ولكن سيجعله غنيا.
بعد أن قطع الجني هذا العهد على نفسه، فتح الصياد الجرة، وبدأ الدخان في التصاعد ثانية. وعندما برز الجني، ركل الجرة بعيدا لتطير في الهواء وتصل إلى منتصف البحر. وعندما رأى الصياد ذلك، أيقن أنه سيموت قريبا. لكنه صاح: «أيها الجني، لقد تعهدت أمام الله. فلا تغدر بي، وإلا فسيهلكك الله.»
ضحك الجني عندما سمع ما قاله الصياد، ورد: «أيها الصياد، اتبعني.» وتبعه الصياد حتى وصلا إلى جبل خارج المدينة، فتسلقاه إلى الجانب الآخر ووصلا إلى غابة. وفي منتصف الغابة، كانت هناك بحيرة محاطة بأربعة تلال.
نظر الصياد إلى البحيرة متعجبا حيث امتلأت بأسماك متعددة الألوان. وطلب الجني من الصياد أن يلقي بشبكته. ففعل، ثم سحبها وبها أربع سمكات: «واحدة بيضاء، وأخرى حمراء، وثالثة زرقاء، ورابعة صفراء.»
قال له الجني: «والآن، خذ هذه الأسماك إلى ملك مدينتك، وسوف يمنحك ما يكفي لجعلك غنيا. لكن لا تصطد هنا أكثر من مرة واحدة في اليوم.» ثم ركل الجني الأرض، فانشقت وبلعته كاملا.
Page inconnue