عبس الصياد عند سماعه ذلك، وقال: «لماذا ترغب في قتلي وأنا أعدتك إلى هذا العالم؟»
فأجاب الجني: «تمن أمنية!» سعد الصياد ثانية، وقال: «ماذا أتمنى؟» فأجاب الجني: «أخبرني كيف تود أن تموت.»
سأل الصياد: «هل هذا جزاء تحريري لك من الجرة؟» فأجاب الجني: «لتسمع قصتي، أيها الصياد. لقد أغضبت الرب، فوضعني في هذه الجرة النحاسية، وأحكم غلقها، وألقى بي في البحر. وظللت هناك مائتي عام، وأنا أفكر: «أي شخص سيحررني، سأجعله غنيا.» لكن مرت الأعوام المئتان، ولم يحررني أحد. وعندما دخلت في المائة عام التالية، قطعت على نفسي عهدا بأن: «أي شخص سينقذني، سأجعله ملكا وأمنحه ثلاث أمنيات كل يوم.» لكن هذه الأعوام المائة انقضت، وأعوام أخرى كثيرة حتى الآن، ولم يحررني أحد. فغضبت غضبا عارما، ودمدمت لنفسي قائلا: «من الآن فصاعدا، أي شخص سيحررني، سأجعله يختار بنفسه كيف يموت.» وبعد فترة وجيزة، ظهرت أنت وحررتني، لذلك أخبرني كيف تود أن تموت.»
عندما سمع الصياد ما قاله الجني، رد عليه قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون. أبعد كل هذه السنوات، ولحظي السيئ، أحررك الآن. أعتقني، وسيعفو عنك الله. أما إذا قضيت علي، فسيقضي عليك الله.» فكرر الجني قوله: «أخبرني كيف تود أن تموت.»
أيقن الصياد الآن أنه سيموت، فبكى، وقال: «أبنائي، ربي لا تفرق بيني وبينهم.» واستدار ثانية للجني وقال: «بالله عليك، أعتقني جزاء لي على تحريري لك من هذه الجرة.» فأجاب الجني: «موتك هو جزاء إنقاذك لي.»
فكر الصياد بعد ذلك مع نفسه: «إنه ليس سوى جني، وأنا بشر. أنا أكثر ذكاء منه.» ثم سأله: «هل تعدني بالإجابة عن سؤال واحد قبل أن تقتلني؟» فأجاب الجني: «اسأل.» •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة ومذهلة!» فردت شهرزاد: «إنها لا تقارن بما سأرويه ليلة غد.»
الليلة السابعة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الجني والصياد.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك - أن الصياد قال للجني: «بالله عليك، أخبرني هل كنت حقا داخل هذه الجرة.» فأجاب الجني: «أقسم بالله أنني كنت حبيس هذه الجرة.» قال الصياد: «أنت تكذب، فهذه الجرة ليست كبيرة بما يكفي لتسع إحدى يديك. فكيف تسع جسمك بأكمله؟» فرد الجني: «ألا تصدق أنني كنت بداخلها؟» قال الصياد: «نعم، لا أصدق.»
Page inconnue