74

الدنيا ظل زائل

الدنيا ظل زائل

Maison d'édition

دار القاسم

Genres

شيء هرب منه، ومن أحب شيئًا آثره على غيره. أخي الكريم .. من موعظة لأبي بن كعب ﵁ قال: لا تغبط الحي إلا بما تغبط به الميت (١). وبماذا نغبط الميت؟ ! إنه العمل الصالح، وحسن الذكر، وطول العبادة. أخي: هب الدنيا تساق إليك عفوًا ... أليس مصير ذاك إلى انتقال وما دنياك إلا مثل فيء ... أظلك ثم آذن بالزوال قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني. قال: وهل أنت مطيعي؟ قال: إني على طاعتك حريص، قال: صم وأفطر وصل، ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم (٢). إذا المرء صام عن الدنايا ... فكل شهوره شهر الصيام (٣) قال بشر بن الحارث: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه (٤). وقال سلمان الفارسي ﵁: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني، أما الثلاث الأول: فمؤمل

(١) بستان العارفين: ١١١. (٢) صفة الصفوة: ١/ ٤٩٦. (٣) البركة في فضل السعي والحركة: ١١١. (٤) السير: ١٠/ ٤٧٦.

1 / 76