Albert Camus: Une Très Brève Introduction
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
Genres
عدل كامو مسرحية «كاليجولا» عدة مرات بسبب تغير السياق التاريخي. وهذا مصير يدعو إلى السخرية؛ لأن كامو أراد بتلك المسرحية التعبير عن نسخة العبث الأكثر نقاء وعدمية. وقد مثل وجود شيريا وموقفه المعتدل نبرة عبث أخف وقعا، وأشار إلى رؤية كامو المتغيرة؛ أنه قد أصبح من غير الممكن الدفاع عن العبث بكل نقائه العدمي - وبالطبع ليس بعد هتلر. وقد أدت الحرب العالمية الثانية والواقع الأخلاقي الذي تلاها بكامو إلى إدخال درجة من درجات الأخلاقية والإنسانية في فكره، والتي نتج عنها لاحقا فكرته عن التمرد، والتي هي موضوع المرحلة الثانية من أعماله.
على الرغم من أن هذا التفسير أصبح متوافقا عليه، فعندما عرضت المسرحية لأول مرة في سبتمبر لعام 1945، رأى كثير من النقاد أنها متساهلة للغاية مع كاليجولا، وأنها دمجت عدمية الإمبراطور المجنون ومعتقدات كامو الشخصية؛ الأمر الذي سبب إزعاجا كبيرا لكامو، وذلك رغم مقاله الأخير الذي أدان فيه تفجير هيروشيما. «الغريب» والعبث
دون كامو في أغسطس لعام 1937 الملاحظات التالية على عجل في يومياته عن «الغريب»:
قصة رجل التمس الحياة كما يراها معظم الناس (في الزواج والوظيفة، إلخ) ويكتشف فجأة بينما يقرأ كتابا مصورا للأزياء مدى غربته التي كان فيها عن حياته (الحياة كما ترى في كتب الأزياء المصورة).
كانت كتب الأزياء في الأصل دليل أزياء لمختلف المراكز الاجتماعية. وهي اليوم في صميم ثقافة المستهلك. في تلك الرواية، يرفض كامو البرجوازية وقيمها، إلى جانب الشعائر الكاثوليكية، ودورهما الذي يلعبانه في هذا العالم العبثي. سيصبح هذا الموقف مصدر استحسان هائل للعديد من أجيال القراء؛ لأن رواية «الغريب» تقدم شخصية مختلفة في الأدب الفرنسي: الموظف المكتبي. يقع هذا المركز الاجتماعي الحديث نسبيا والممثل لفئة اجتماعية جديدة في صميم الرواية.
تنقسم أحداث رواية «الغريب» - التي تدور أحداثها في الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في ثلاثينيات القرن العشرين - إلى جزأين. الأول هو قصة ميرسو، موظف مكتبي شاب. عندما ماتت أمه، لم يشعر ميرسو بأي شيء، ولم يفهم أن المجتمع يريده أن يبدي انفعالا. العبارة الافتتاحية الشهيرة لتلك الرواية، والتي تفسر دائما على أنها تعكس عدم اكتراثه بموت أمه، نجحت نجاحا مدويا في المؤسسة الأدبية الفرنسية:
اليوم ماتت أمي. أو لعلها ماتت أمس، لست أدري. وصلتني برقية من دار المسنين: «توفيت الأم. الدفن غدا. المخلص لكم.» وهذا لا يعني شيئا. ربما حدث الأمر بالأمس.
وكما أخبرته دار المسنين، يذهب ميرسو إلى الجنازة في اليوم التالي. ثم يعود في اليوم الذي تلاه إلى البيت، ويذهب لمشاهدة الأفلام، ويقيم علاقة مع زميلة سابقة له. كما يساعد قوادا على الأخذ بالثأر من امرأة. وفي عطلة نهاية الأسبوع التي تليها، يذهب إلى الشاطئ مع بعض أصدقائه، وبعد مشادة لسبب غير مفهوم - «بسبب الشمس» كما يقول في المحكمة - يطلق النار على شاب عربي 5 مرات فيرديه قتيلا.
يتناول الجزء الثاني من الرواية حبس ميرسو ومحاكمته. على الرغم من أن محاميه توقع حكما مخففا، يواجه ميرسو الآن خطر عقوبة الإعدام، ليس لقتل عربي، بل لرفضه أن يظهر حدادا على وفاة أمه. يحاكم بسبب «غرابته»، بسبب عدم اكتراثه المتعمد ورفضه الامتثال للقيم المؤسسة للمجتمع الفرنسي: احترام المرء لوالديه، والزواج، والسعي وراء النجاح الوظيفي. عاش ميرسو حياته وكأنه شديد الوعي بالطبيعة العبثية لوجودنا الجمعي، وهذا الوعي جعله لا يبالي بجميع القيم؛ ولهذا فهو خطير على المجتمع.
في النهاية، يحدث ما يريده المجتمع: صدر الحكم على ميرسو بالإعدام بالمقصلة في مكان عام. لكن من الصعب تصديق هذه الحبكة منذ بدايتها؛ حيث لم يحل أي مستوطن فرنسي إلى الإعدام قط لقتل عربي في الجزائر المحتلة. تمثل الحبكة عذرا: قتل العربي هو وسيلة لنيل غاية، المجتمع البرجوازي الفرنسي هو الذي يحاكم، من خلال طقوسه، وعاداته، ومسلماته. القيم الفرنسية المسلم بصحتها يجري تحديها، مع استثناء ملحوظ لتلك القيم المتعلقة بالاستعمار، لكن مثل هذا الاستثناء نادرا ما يلاحظ.
Page inconnue