العقيدة في الله
العقيدة في الله
Maison d'édition
دار النفائس للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الثانية عشر
Année de publication
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
Lieu d'édition
الأردن
Genres
١٨- اتفاق جميع الأحياء في التنفس وإن اختلفت طرائقه
ويعرض الدكتور يوسف في مقالاته القيمة لهذا الموضوع، فيقول: " إن عملية التنفس التي نجدها في جميع الكائنات الحية من أدناها إلى أرقاها عملية عجيبة، وهي في جميع الحالات ليست سوى عملية أكسدة، أي اتحاد الأكسجين بالمواد الغذائية التي في خلايا الجسم، ونتيجة لهذه الأكسدة تنطلق طاقة اللازمة للكائن الحي التي لولاها ما استطاع القيام بأيّ نشاط من أنشطته المختلفة.
تتم هذه الأكسدة في الحيوانات المختلفة بطرق متباينة، ولكن النتيجة في جميع الأحوال واحدة، وهي انطلاق الطاقة، وفي الوقت نفسه يتكون الماء (وثاني أكسيد الكربون) نتيجة لهذه العملية، ولذا فالمظهر الواضح لعملية التنفس هو أخذ (الأكسجين) اللازم (لأكسدة) المواد الغذائية وبإخراج (ثاني أوكسيد الكربون) والماء الناتجين عن هذه العملية.
ففي حيوان بسيط (كالأميبا) حيث يتكون الجسم من خلية واحدة، تتم عملية التنفس بطريقة غاية في البساطة، إنّ هذا الحيوان الذي يشبه قطعة دقيقة من (الجيلاتين) الرخو يعيش في الماء، ويوجد بالماء المحيط به قدر من (الأوكسجين) المذاب، هذا (الأوكسجين) الذائب في الماء ينفذ إلى جسم (الأميبا) حيث يؤكسد المواد الغذائية التي في جسمها، فتنطلق الطاقة اللازمة لحركتها ونموها، وغيرها من العمليات الضرورة للحياة.
ويتكون (ثاني أوكسيد الكربون) والماء نتيجة لعملية (الأكسدة)، علاوة على انطلاق الطاقة.
وتتخلص (الأميبا) من الماء الزائد بطريقة تثير الدهشة، حيث تتجمع قطيرات الماء حتى تتكون فجوة مليئة بالماء، هذه الفجوة تتحرك نحو حافة جسم الحيوان، ثم تنفجر ملقية بالماء خارج الجسم، ثم تعود لتتكون من جديد ... وهكذا.
أما ثاني (أوكسيد الكربون) فينفذ من داخل الجسم إلى الماء المحيط به.
1 / 153