103

العقيدة في الله

العقيدة في الله

Maison d'édition

دار النفائس للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثانية عشر

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

الأردن

Genres

المطلب الثاني
جملة من الصفات التي جاءت بها النصوص (الجزء الأول)
١- لله ذات
لله - سبحانه - ذات متصفة بصفات الكمال منزّهة عن صفات النقص، والذي يقرأ حديث القرآن عن الله يعلم علمًا قاطعًا بأنّ له ذاتًا (الله لا إله إلاَّ هو الحي القيُّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومُ) [البقرة: ٢٥٥] .
(قل هو الله أحد - الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوًا أحد) [الإخلاص]، وعندما أراد الكفار قتل خبيب أنشد (١):
ولستُ أبالي حين أُقتل مسلمًا ××× على أيّ شقٍّ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ××× يبارك على أوصال شلوٍ ممزّع
وذات الله لا تشبه ذوات المخلوقين، كما أنّ صفاته لا تشبه شيئًا من صفات المخلوقين، فالله هو الكمال الذي لا كمال بعده، وكلّ مخلوق لا بدّ أن يكون فيه نقص في جانب من الجوانب، أدناها حاجته وفقره إلى غيره.
يقول تعالى نافيًا المشابهة بينه وبين خلقه: (ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير) [الشورى: ١١] .
٢- نفسه سبحانه
لله تعالى نفس تليق بكماله وجلاله، لا تشبه نفوس المخلوقات، وقد أخبرنا الله بذلك في محكم كتابه، قال تعالى: (وإذا جاءك الَّذين يؤمنون بِآيَاتِنَا فقل سلامٌ عليكم كتب ربُّكم على نفسه الرَّحمة أنَّه من عمل منكم سوءًا

(١) صحيح البخاري بشرحه فتح الباري: ١٣/٣٨١.

1 / 169