67

فصاح في حنق: «أنت تصدني وتمعن في جرح كرامتي، وتستهين باسم مولاي.»

فقلت له هادئا: «لست أفهم.»

فتحرك ضجرا وقال: «إذن أنت ترفض السلام.»

فقلت: «الذي يريد السلام لا يستشير فيه.»

فصاح وقد نفد صبره: «هذا تعنت، هذا عناد.»

فقلت وقلبي يدمى: «أنا هنا في سجني كأنني لست شيئا. لقد سلبتم حقي في الحياة حرا وأنتم أصحاب الحول والقوة، ردوا علي حريتي فهذا حقي.»

فقال وقد ثار: «لقد علمت أنك لا تجيب إلى السلام، فلتتحمل العقبى.» فلم أتمالك أن قهقهت مرة أخرى وقلت: «تهددني؟ وماذا يأخذ الريح من البلاط؟»

فجعل الرجل يشتم ويهدر بألفاظ لم أفهم معناها، وكان منظره مسليا، فوقفت أنظر إليه حتى سكن، ثم قلت له: «إذا كانت الحقيقة تغضبك، فما ذلك من ذنبي.»

فأخذ يرعد ويبرق وقبض يده فرفعها نحوي صائحا: «اخرس!»

فنظرت إليه هادئا ولا أزال أضحك وقلت: «أهكذا تخشى لساني؟»

Page inconnue