Alam al-Jinn wa al-Shayatin

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
34

Alam al-Jinn wa al-Shayatin

عالم الجن والشياطين

Maison d'édition

مكتبة الفلاح

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

وأعطاهم الرسول ﷺ من وقته، وعلمهم مما علمه الله، وقرأ عليهم القرآن، وبلغهم خبر السماء.... وكان ذلك في مكة قبل الهجرة. روى مسلم في صحيحه عن عامر، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلتُ: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة، ففقدناهُ، فالتمسناهُ في الأودية والشعابِ، فقلنا: استطير أو اغتيل، قال فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلةٍ بات بها قومٌ. فقال: (أتاني داعي الجنّ، فذهبتُ معه، فقرأتُ عليهم القرآن) . قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: (لكم كلُّ عظمٍ ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم؛ أوفر ما يكون لحمًا. وكل بعرةٍ علفٌ لدوابّكم) . فقال رسول الله ﷺ: (فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعامُ إخوانكم) (١) . ومما قرأه عليهم سورة الرحمن، قال السيوطي: " أخرج الترمذي، وابن المنذر، وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: " خرج رسول الله ﷺ على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا فقال: (ما لي أراكم سكوتًا، لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردودًا منكم، كنت كلما أتيت على قوله: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد) (٢) . ولم تكن تلك الليلة هي الليلة الوحيدة، بل تكرر لقاؤه ﷺ بالجنّ بعد ذلك، وقد ساق ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف - الأحاديث التي وردت بشأن اجتماعه ﷺ بالجن، وفي بعضها أن ابن مسعود كان قريبًا من الرسول ﷺ في إحدى تلك الليالي. وقد ورد في بعض الروايات في صحيح البخاري: أن بعض الجن الذين أتوه كانوا من ناحية من نواحي اليمن من مكان يسمى (نصيبين)، فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: (أتاني وفد نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعامًا) (٣) .

(١) رواه مسلم: ١/٣٣٢. ورقمه: ٤٥٠. (٢) الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي: ٧/٦٩٠. (٣) رواه البخاري: ٧/١٧١. ورقمه: ٣٨٦٠.

1 / 46