الزلاقة معركة من معارك الإسلام الحاسمة في الأندلس
الزلاقة معركة من معارك الإسلام الحاسمة في الأندلس
Maison d'édition
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Numéro d'édition
السنة الثامنة عشرة - العددان التاسع والستون والسبعون - محرم - جمادى الآخرة
Genres
صقلية من المسلمين بقيادة رجار سنة ٤٦٤ هـ ١، ماعدا مدينتي قصريانه وجرجنت، اللتين حاصروها حصارًا شديدًا، واستسلمت جرجنت سنة ٤٨١ هـ، وتبعتها قصريانه سنة ٤٨٤ هـ ٢. وشجع البابا فكتور الثالث على تكوين طائفة من رجال البحر من بيزه وجنوة للإغارة على السواحل الإسلامية الأفريقية، فهاجموا مدينة المهدية وزويلة، وعادوا بعدد عظَيم من أسارى المسلمين رَجالًا ونساء ٣ وبمبلغ عظيم من الذهب والفضة مقابل رحيلهم وذلك سنة ٤٨٠ هـ
وفي هذه الظروف الحالكة انبعثت من قلب الصحراء الكبرى الأفريقية، قوة إسلامية، تدعو إلى التمسك بالِإسلام، مصدر قوة المسلمين، وتجدد جريان الحياة في تياره، باتخاذه دستوراَ يحكم حياة الإنسان في جميع نواحي الحياة.
فقد توجه يحي بن إبراهيم الجدالي- أمير جدالة- في جماعة إلى الحج ٤ عام ٤٤٠ هـ، وعرجوا في عودتهم على القيروان، واستمعوا إلى علمائها، وكانت في هذه الفترة قد نبذت المذهب الشيعي، وعادت إلى أهل السنة والجماعة، فاسترجعت مكانتها كقاعدة للمذهب المالكي في المغرب، فاتصلوا بأبي عمران موسى الفاسي شيخ المذهب المالكي ٥، وطلبوا منه أن يرسل معهم عالمًا يعلمهم الدين، فأرسل معهم الشيخ عبد الله بن يِاسين الجزولي ٦ وكان من حذاق الطلبة ومن أهل العلم والصلاح، واعتبر عمل هذا جهادًا لنشر تعاليم الإسلام الصحيحة بين الذين حرموا من نعمة المعرفة والعلم. فقام بدوره، فأخذ يفقه الناس ويعلمهم الشريعة، وأقام رباطًاَ يرجح إن مكانه في السنغال٧ أو النيجر، والتف حوله جماعة من لمتونة إحدى بطون صنهاجه كجدالة من البرانس البربر؛ بلغ عددهم حوالي الألف رجل، أطلق عليهم اسم (المرابطون) نسبة إلى رباط عبد الله بن ياسين، حيث تلقوا فيه تكوينهم الديني والجهادي، وحوّلهم من رعاة إبل إلى جماعة من المجاهدين، يحملون
_________
١ ابن خلدون جـ٤ ص٤٥٠/ المؤنس ص ٨٩.
٢ الكامل في التاريخ جـ ٨ ص ١٥٧.
٣ ابن خلدون جـ ٦ ص ٣٢٨.
٤ المؤنس جـ١٠٤، الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى جـ ٢ ص ٦.
٥ ابن خلدون جـ٦ ص٣٧٣/ البيان المغرب جـ٣ ص٢٤٢ وأبو عمران أصله فاسي استوطن القيروان وحصلت له بها رئاسة العلم، أخذ عن كثير من علماء المشرق والمغرب، رحل إلى قرطبة والمشرق وحج ودخل العراق، أخذ عنه الكثير من أهل العلم. وتوفي عام ٤٣٠ هـ (المؤنس- حاشية ص١٠٤) .
٦ المؤنس ص ١٠٤- ١٠٥.
٧ د. عبد العزيز سالم- المغرب الكبير ص ٦٩٣.
1 / 171