أنشدنیهما .

قال: أنشدني أبو نصر عبد الرحيم القشيري لنفسه [مخلّع البسيط]:

ربَّ أخٍ سِمْتُهُ فِراقِي وكنتُ منْ قبلُ أصطَفِيهِ

محمد بن عليّ بن عبد الله بن أحمد بن حَمْدَانَ، أبو سَعِيدٍ، الجَاوانِيُّ، الحِلَّويُّ، العِراقِيُّ.

و(جَاوَان)): قبيلة من الأَكْرَادِ، سكنوا ((الحِلَّةَ)).

وقد كُنِىَ بأبي عبد الله أَيْضاً.

تفقَّه بـ (بَغْدَادَ)) على الغَزَّالِيّ، والشَّاشِيّ، وإِلْكِيَا.

وسمع من أبي عبدالله الحُمَيْدِيَّ؛ وأبي سَعِيدٍ عبد الواحد ابن الأُسْتَاذِ أبي القاسم القُشَيْرِيّ، وأبي بكر الشَّامِيّ القاضي.

وقرأ ((المَقَامَاتِ)) على مؤلِّفها القاسم الحَرِيرِيّ.

وله (شَرْحُ المقامات)) و((عُوبُ الشعر))، و(الفَرْقُ بين الراء والعين)). وحدَّث بكتاب ((إلْجَامِ العَوَامِّ)) للغَزَّالِيّ، عنه.

ومن شعره: [الطويل]

سَلَامٌ عَلَى عَهْدِ الهَوَىُ المُتَقَادِمِ وَأَيَّامِنَا الَّلاتِي بِجَرْعَاءِ جَاسِمٍ

قال ابن النجَّار: بلغني أن مَوْلِدَهُ في سنة ثمان وستين وأربعمائة، ولم يؤرِّخ وفاتَه^(٢).

٢٦ - خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ إمام فاضل، من أصحاب الغَزّالِيّ، له عنه ((تعليقة)).

ذكره ابن الصَّلاح في ((شرِحِ مُشْكل الوَسِيط))، وقال: بلغني أنه تُوقِّي قبل الغَزّالِيّ^(٣).

جُهُودُهُ الْعِلْمِيَّةُ وَمُصَنَّفَاتُهُ:

مما لا شكَّ فيه أنَّ حُجَّةَ الإِسْلامِ الإمامَ الغَزَّاليَّ قد أرتَشَفَ من مناهِلِ العِلْمِ ما استطاع أنْ يَرْتَشِفَ، ونهَلَ من مَعِينِ المعرفةِ ما شَاءَ له أن يَنْهَلَ، وأنه امتزَجَ بثقافةِ عَصْره، وتشرَّبَ أبعادَهَا وجوانبها، وأحاطَ بدقائِقِها وعظائِمِها، وألَمَّ بجميعِ أطرافِها وآفاقِها، فكانَ - رحمه الله - بعد أن