Al-'Urwa Al-Wuthqa in Light of the Quran and Sunnah
العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة
Maison d'édition
مطبعة سفير
Lieu d'édition
الرياض
Genres
الشرط السابع: المحبة المنافية للبغض، فيجب على العبد أن يحب الله ﷿، فيحب كلمة التوحيد، ويحب ما اقتضته ودلّت عليه، قال تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لله﴾ (١)، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ﴾ (٢)، ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (٣).
وقال ﷺ: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» (٤)، وإذا أحب العبد الله ﷿ فإنه يحب من يحب الله ورسوله؛ لأن من أحب أحدًا أحب من يحبه؛ ولهذا قال ﷺ: «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» (٥)؛ ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته (٦):
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ١٦٥.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٥٤.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٣١.
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، برقم ١٦، ومسلم في كتاب الإيمان، باب خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، برقم ٤٣.
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، برقم ٤٦٨١ من حديث أبي أمامة صُدَيّ بن عجلان، وله شاهد من حديث معاذ بن أنس الجهني أخرجه أحمد، ٣/ ٤٣٨، و٤٤٠، والترمذي في كتاب صفة القيامة، باب رقم ٦٠، برقم ٢٥٢١، وقال أبو عيسى: «هذا حديث حسن»، وصححه الألباني في سلسلته، برقم ٣٨٠.
(٦) انظر: شرح القصيدة النونية لابن القيم للدكتور محمد خليل الهراس، ٢/ ١٣٤.
1 / 38