Al-Taysir fi Usul wa Itijahat al-Tafsir
التيسير في أصول واتجاهات التفسير
Maison d'édition
دار الإيمان
Lieu d'édition
الإسكندرية
Genres
المبحث الثاني أهمية ومكانة علم التفسير
لعلم التفسير أهمية بالغة، ذلك لأن القرآن أنزله الله ليتدبره الناس ويفهمونه، وبالفهم تستريح الأنفس للعمل به وتطبيق ما فيه.
ولقد أشار الله تعالى إلي أهمية التفسير عند ما دعا إلي تدبر القرآن، فمثلا:
يقول ﷾: كتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْك مُبارَك لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ولِيَتَذَكرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩) [ص: ٢٩].
وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) [محمد: ٢٤].
وقال تعالى أيضا - آمرا نبيه ﷺ بالقيام بمهمة التفسير: وأَنْزَلْنا إِلَيْك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُونَ [النحل: ٤٤].
وقد قام النبي ﷺ بالمهمة خير قيام فكان أصحابه إذا أشكل عليهم شيء من القرآن سألوه ﷺ فيوضح ويبين لهم.
قال الإمام الطبري ﵀ وهو يبين أهمية التفسير: (اعلموا عباد الله - رحمكم الله - أن أحق ما صرفت إلي علمه العناية، وبلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضي وللعالم إلي سبيل الرشاد هدي، وإن اجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسني الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (١).
وصدق الطبري فيما قال، فقد كان العلماء من قبله يرحلون إلي بلاد بعيدة من أجل الوقوف على معنى آية وتفسيرها، قال عبد الله بن مسعود: (ما من
_________
(١) تفسير الطبري ١/ ١٥.
1 / 11