382

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Enquêteur

ماهر أديب حبوش وآخرون

Maison d'édition

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Édition

الأولى

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

أسطنبول

Genres

Tafsir
ولأهل التفسير في هذا (^١) ستةُ أقاويلَ:
قال بعضهم: إقامةُ الصلاة: أداؤها؛ فإنَّ قول المؤذِّن: قد قامت الصلاة، معناه: أَخذوا في أدائها، وقيامُ الشيء: وجودُه، وإقامتُه من العبد: تحصيله.
وقال ابن عباس ﵄: إقامتُها: إتمامُ ركوعها وسجودها وما يجب فيها، وهو في معنى التقويم؛ أي: التسويةِ، فلا يُدخل نقصًا في شيءٍ من أفعالها وأركانها، ولا خلَلًا في فرائضها وواجباتها وسُنَنها وآدابها.
وقيل: إقامتُها: إدامتُها وإظهارُها، قال الشاعر:
أقامت غزالةُ سوقَ الضِّراب... لأهل العراقينِ حولًا قميطًا (^٢)
أي: أدامت امرأةُ شبيبٍ الخارجيِّ أمرَ الحرب وضرب السيوف حولًا تامًّا، ومنه قولُه تعالى: ﴿إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا﴾ [آل عمران: ٧٥]؛ أي: مُواظِبًا على التَّقاضي.
والرابع: قول ابن كيسانَ: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾؛ أي: يقيمون بالصلاة برهانَهم على صدق دعواهم في الإيمان بالغيب.
والخامس: قول بعضهم: إقامتُها: مراعاةُ حقوقها (^٣) وشرائطِها؛ أي: شرائطِ الجواز والقبول (^٤)، وشرائطُ الجواز: ستةٌ قبل الشروع وستةٌ بعده، وهي معروفة، وشرائطُ القبول: ستةٌ بالظاهر وستةٌ (^٥) بالباطن:

(^١) في (ف): "فيه".
(^٢) البيت لأيمن بن خريم كما في "شرح القصائد السبع الطوال" لابن الأنباري (ص: ٥٢١)، ودون نسبة في "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٣١)، و"الكشاف" (١/ ٤٠).
(^٣) في (أ): "حدودها".
(^٤) في (ر): "وشرائط القبول".
(^٥) في (أ): "ست" هنا وفي المواضع الثلاثة المتقدمة.

1 / 238