302

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Enquêteur

ماهر أديب حبوش وآخرون

Maison d'édition

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

أسطنبول

Genres

Tafsir
وقال سهلُ بن عبد اللَّه التُّسْتَريُّ: هم الذين أنعم اللَّه عليهم بالسُّنَّة (^١)، وذلك دليلُ قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾ [الحجرات: ٧ - ٨].
وقال محمدُ بن عليٍّ: هم الذين أَنعم اللَّه عليهم بشكرِ ما أَنعم عليهم، وذلك لأنَّ النعمة إنما تبقَى لمَن شَكَر لا لمَن كَفَر، فإذا زالتْ فكأنَّها لم تكن.
وقال عليُّ بن الحسين بن واقِدٍ: هم الذين أنَعم اللَّه عليهم بالشكر على السَّرَّاء والصبرِ على الضَّرَّاء (^٢)؛ لأنَّ الشكر لا يَتمُّ إلا بالصبر.
وقال الحسنُ ﵀: هم الصحابةُ الأربعةُ، ودليلُه ما تلَوْنا: ﴿أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ الآية، وهي نَزَلت فيهم.
وقال الإمامُ القُشيريُّ ﵀: هم الذين أَنعَم اللَّه عليهم بالهدايةِ إلى الصِّراط المستقيم؛ لأنها هي المذكورةُ قبله، وهم الأنبياءُ والأصفياء (^٣).
وقال الحسينُ بن الفَضل: هم الذين أتمَّ اللَّه عليهم النعمةَ وخَتَم لهم بالموت (^٤) على الإسلام؛ لأنه هو النعمةُ بالحقيقة.
هذه أقاويل المفسرين، وفيه أقاويلُ للمحقِّقين:
قال جعفرُ بنُ محمدٍ الصادقُ ﵁: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بالعلم بكَ والفهمِ عنك (^٥).

(^١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٢١) بلفظ: (طريق السنَّة والجماعة لأن البدعة لا تكون مستقيمة).
(^٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٢٢) وتحرف في مطبوعه: "واقد" إلى: (داود).
(^٣) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥١).
(^٤) في (ف): "بختمهم"، وفي (أ): "بجمهم"، بدل: "وختم لهم بالموت".
(^٥) ذكره السلمي في "تفسيره" (١/ ٤٣).

1 / 157