La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

Abu al-Husayn al-Malti d. 377 AH
62

La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Chercheur

محمد زاهد الكوثري

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Lieu d'édition

القاهرة

قَالُوا بلَى وربنا) فَكَانَ هَذَا عِنْد من يجهل التَّفْسِير ينْقض بعضه بَعْضًا وَلَيْسَ بمنتقض ولكنهما فِي تَفْسِير الْخَواص فِي المواطن الْمُخْتَلفَة فَأَما تَفْسِير ﴿وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب﴾ كَمَا كلم مُوسَى ﵇ تكليما من وَرَاء حجاب وَأما فِي الْآخِرَة فَإِنَّهُ يقف الْبَار والفاجر على ربه يكلمونه بِغَيْر حجاب وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة كَمَا قَالَ ﷿ فِي كِتَابه يكلمهم وَيسْأل عَن أَعْمَالهم عِنْد الْحساب فَذَلِك قَوْله جلّ ذكره فوربك لنسئلنهم أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْملُونَ فَإِذا صَارُوا إِلَى الْجنَّة أهل الْجنَّة وَأهل النَّار فَإِنَّهُ يكلم أهل الْجنَّة وَلَا يحتجب عَنْهُم وَأما الْكفَّار فَإِنَّهُ ﴿وَلَا يكلمهم الله﴾ يَعْنِي بعد الْحساب ﴿وَلَا ينظر إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة﴾ بعد الْحساب ﴿وَلَا يزكيهم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم﴾ بَاب فِي تَفْسِير اخْتِلَاف الْمَوَاضِع وَأما قَوْله ﷿ ﴿أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب﴾ وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى ﴿إِن الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار﴾ فَكَانَ هَذَا عِنْد من يجهل التَّفْسِير ينْقض بعضه بَعْضًا وَلَيْسَ بمنتقض ولكنهما فِي تَفْسِير الْخَواص فِي المواطن الْمُخْتَلفَة فَأَما تَفْسِير قَوْله ﴿أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب﴾ يَعْنِي فِي الْبَاب الَّذِي هم فِيهِ وَأما تَفْسِير ﴿إِن الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار﴾ فهم فِي أَسْفَل دَرك من جَهَنَّم فَهَذَا تفسيرهما

1 / 62