La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

Abu al-Husayn al-Malti d. 377 AH
50

La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Chercheur

محمد زاهد الكوثري

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Lieu d'édition

القاهرة

قد فرق بَين الصَّغَائِر والكبائر بقوله ﴿إِن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ وَنُدْخِلكُمْ مدخلًا كَرِيمًا﴾ يعْنى من لم يعْمل الْكَبَائِر فَإِن حاولوا حجَّة فِي تَكْفِير الْأمة لم يَجدوا وَإِن جعلُوا الذُّنُوب كلهَا كَبَائِر لم يَجدوا إِلَى الْحجَّة سَبِيلا من عقل وَلَا سمع وَقَالُوا بِولَايَة الشَّيْخَيْنِ أبي بكر وَعمر ﵄ وعداوة الختنين عُثْمَان وَعلي ﵄ قَالُوا كفر عُثْمَان وَكَذَلِكَ عَليّ يُقَال لَهُم بِمَاذَا كفرتموهما فَإِن قَالُوا لِأَن عليا حكم الْحكمَيْنِ وخلع نَفسه عَن إمرة الْمُؤمنِينَ وَحكم فِي دين الله فَكفر وَعُثْمَان ولى رِقَاب الْمُؤمنِينَ وُلَاة جور فَحكم بِغَيْر مَا حكم الله فَكفر يُقَال لَهُم قد بَينا أَن الله ﷿ قد جعل فِي كثير من دينه الحكم إِلَى عباده فَلَا حَاجَة لنا إِلَى إِعَادَته أخبرونا الْآن عَن عُثْمَان وَعلي ﵄ أليسا كَانَا وليين للْمُسلمين فِي الأَصْل بِإِجْمَاع لَا اخْتِلَاف فِيهِ عنْدكُمْ وَعند كل النَّاس فَإِن قَالُوا لَا مَا كَانَا وليين للْمُؤْمِنين تجاهلوا وردوا الْإِجْمَاع وَإِن قَالُوا نعم قد كَانَا مُؤمنين وليين للْمُؤْمِنين بِإِجْمَاع ثمَّ كفرا يُقَال لَهُم فالإجماع على إيمانهما وولايتهما ثَابت حَتَّى يجِئ إِجْمَاع مثله فيزيل ولايتهما وإيمانهما وَيثبت كفرهما فَلَا حجَّة لَهُم بعد هَذَا الْبَيَان فِي تكفيرهما وَيُقَال لَهُم قد روى عَن النَّبِي ﷺ بِإِجْمَاع الْأمة لَا يخْتَلف فِيهِ

1 / 50