175

La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Enquêteur

محمد زاهد الكوثري

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Lieu d'édition

القاهرة

قَوْله وَمَا تشاءون إِلَّا ان يَشَاء الله رب الْعَالمين وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿قد أَفْلح من زكاها وَقد خَابَ من دساها﴾ قد افلح من زكى الله نَفسه وَقد خَابَ من دسى الله نَفسه فأضله
وَقَالَ أَيْضا فِي قَوْله ﴿يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه﴾ يَقُول بَين الْمُؤمن وَالْكفْر ويحول بَين الْكَافِر وَالْإِيمَان
وَعَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ﴾ قَالَ إِن الله سُبْحَانَهُ بَدَأَ يخلق ابْن آدم مُؤمنا وكافرا كَمَا قَالَ ﷿ ﴿هُوَ الَّذِي خَلقكُم فمنكم كَافِر ومنكم مُؤمن﴾ ثمَّ يعيدهم سُبْحَانَهُ يَوْم الْقِيَامَة كَمَا بَدَأَ خلقهمْ مُؤمنا وكافرا
وَمِنْهُم صنف شبيبية فَهَؤُلَاءِ أَيْضا أَنْكَرُوا أَن يكون الْعلم سَابِقًا على مَا بِهِ الْعباد عاملون وَمَا هم إِلَيْهِ صائرون
كذب أَعدَاء الله قَالَ ابْن مَسْعُود حَدثنَا رَسُول الله ﷺ الصَّادِق الصدْق إِن خلق أحدكُم يجمع فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ يكون علقَة مثل ذَلِك ثمَّ يكون مُضْغَة مثل ذَلِك ثمَّ يُؤمر الْملك بِأَرْبَع فَيكْتب رزقه وأجله وشقي أَو سعيد وَإِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى لَا يكون بَينه وَبَينهَا غير ذِرَاع فيغلب عَلَيْهِ الْكتاب الَّذِي قد سبق فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فَيدْخل النَّار وَإِن احدكم ليعْمَل بِعَمَل أهل النَّار حَتَّى لَا يكون بَينه بَينهَا غير ذِرَاع فيغلب عَلَيْهِ الْكتاب الَّذِي سبق فَيعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة فَيكون من أهل الْجنَّة

1 / 175