La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

Abu al-Husayn al-Malti d. 377 AH
159

La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Chercheur

محمد زاهد الكوثري

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Lieu d'édition

القاهرة

والصنف الَّذِي يُقَال لَهُم المنصورية يَزْعمُونَ أَن عليا فِي السَّحَاب وَأَنه لم يمت وَأَنه مَبْعُوث قبل يَوْم الْقِيَامَة فَيرجع هُوَ وَأَصْحَابه أَجْمَعُونَ إِلَى الدُّنْيَا بعد الْمَوْت قبل يَوْم الْقِيَامَة ويرون قتل النَّاس بِالْحَقِّ كذب أَعدَاء الله كَيفَ وَهُوَ الْقَائِل لِلْحسنِ إِن مت من هَذَا فَالنَّفْس بِالنَّفسِ وَإِن عِشْت فالجروح قصاص فَمَاتَ ﵁ وَمَا وعد الله النَّبِيين فِي كتبهمْ وَلَا فِيمَا أوحى إِلَيْهِم أَن يرجع مِنْهُم أحد بعد الْمَوْت إِلَى الدُّنْيَا فَكيف رجل من أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ لقد أحب عَليّ ﵁ ان يلقى الله بِصَحِيفَة عمر ﵁ أَلا ترَوْنَ أَنه مَاتَ على صعد الْحسن الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِنَّه أُصِيب اللَّيْلَة فِيكُم رجل وَلَقَد صعد بِرُوحِهِ فِي اللَّيْلَة الَّتِى صعد فِيهَا بِروح يحيى بن زَكَرِيَّا مَا ترك صفراء وَلَا بَيْضَاء إِلَّا سبع مائَة دِرْهَم وَقَالَ ابْن عَبَّاس لما وضعت جَنَازَة عمر وقمنا حوله نَدْعُو فَوضع رجل يَده من ورائى على منكبى فَالْتَفت فَإِذا هُوَ على بن أبي طَالب فَأَوْسَعْت لَهُ فَقَالَ عَليّ لعمر وَهُوَ مَوْضُوع رَحْمَة الله عَلَيْك فوَاللَّه مَا خلفت أحدا أحنن إِلَيّ من أَن ألْقى الله بِمَا فِي صَحِيفَته مِنْك وَإِن كنت لأَظُن أَن يجعلك الله مَعَ صاحبيك مُحَمَّد ﷺ وَأَبُو بكر ﵁ لأنى أسمع رَسُول الله يَقُول ذهبت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر وَرجعت انا وَأَبُو بكر وَعمر وَكنت أَظن ليجعلنك الله مَعَهُمَا وَعَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ قَالَ عَليّ مَا على الأَرْض رجل أحب إِلَى من أَن ألْقى الله بصحيفته من هَذَا المسجى يعْنى عمر ﵄ وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن عليا قد علم مَا علمه رَسُول الله ﷺ من علم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِن وَعلم عَليّ بعد رَسُول الله علما لم لم يكن رَسُول الله يُعلمهُ وَأَن عليا أعلم من رَسُول الله ﷺ وَجعلُوا الْأَئِمَّة بعده يَرِثُونَ ذَلِك مِنْهُ إِلَى يَوْمنَا هَذَا الْأَكْبَر فالأكبر وَأَن الْعلم يُولد مَعَه

1 / 159