La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

Abu al-Husayn al-Malti d. 377 AH
130

La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Chercheur

محمد زاهد الكوثري

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Lieu d'édition

القاهرة

اسْم الْخلق على الأسماع والأبصار وَقَالَ ﴿وَجعلت لَهُ مَالا ممدودا﴾ ﴿وَجَعَلنَا اللَّيْل وَالنَّهَار آيَتَيْنِ﴾ ﴿وَجعل الشَّمْس سِرَاجًا﴾ يَقُول وَخلق الشَّمْس سِرَاجًا وَمثله فِي الْقُرْآن كثير أذكرهُ فِي آخر الْكتاب إِن شَاءَ الله فِي بَاب الْحجَّاج وَاعْلَم أَن كل مَا وَقع عَلَيْهِ اسْم الْخلق هُوَ مَوْجُود فِي ذَاته ثمَّ ذكر الْجعل على غير معنى الْخلق فَقَالَ مَا جعل الله من بحيرة وَلَا سائبة وصيلة وَلَا حام وَلَكِن الَّذين كفرُوا يفترون على الله الْكَذِب وَأَكْثَرهم لَا يعْقلُونَ لَا يعْنى مَا خلق الله من بحيرة وَقَالَ لإِبْرَاهِيم ﵇ ﴿إِنِّي جاعلك للنَّاس إِمَامًا﴾ لَا يعْنى بذلك خالقك لِأَن خلق إِبْرَاهِيم ﵇ قد تقدم وَقَول إِبْرَاهِيم ﵇ ﴿رب اجْعَلنِي مُقيم الصَّلَاة﴾ لَا يعْنى اخلقنى وَكَذَلِكَ قَالَ الله ﷿ لأم مُوسَى ﵇ ﴿إِنَّا رادوه إِلَيْك وجاعلوه من الْمُرْسلين﴾ فَمَعْنَاه التصبير وَقَوله ﴿لَا تجعلنا فتْنَة﴾ لَا يعنون لَا تخلقنا فتْنَة وَقَوله ﴿وَلَا تجْعَلُوا الله عرضة لأيمانكم﴾ وَقَوله ﴿لَا تجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُم﴾ وَقَوله ﴿وَلنْ يَجْعَل الله للْكَافِرِينَ على الْمُؤمنِينَ سَبِيلا﴾ وَمثله فِي الْقُرْآن كثير وَمَا يكون على مِثَاله لَا يكون الْجعل على معنى الْخلق

1 / 130