La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

Abu al-Husayn al-Malti d. 377 AH
129

La Mise en Garde et la Réponse aux Gens des Passions et des Innovations

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Chercheur

محمد زاهد الكوثري

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Lieu d'édition

القاهرة

رَبهَا أَو هَل تَجِد شَيْئا فِي سنَن رَسُول الله ﷺ أَن الله خلق الْقُرْآن وَهُوَ ربه بل قَالَ دعوا كل شَيْء مُبْتَدع إِذا أَتَى آتٍ بِشَيْء لَيْسَ فِي كتاب الله وَلَا فِي سنة رَسُوله فدعواه بَاطِل أَلا ترى أَن الْجَهْمِية يَنْبَغِي أَن يُقَال لَهُم فِي دَعوَاهُم ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا﴾ ووجعلناه نورا نهدى بِهِ إِن جعل فِي الْقُرْآن على مَعْنيين على خلق وعَلى غير خلق فَالَّذِي على خلق لَا يكون إِلَّا على خلق وَلَا يقوم إِلَّا على مقَام خلق وَلَا يَزُول عَنهُ الْمَعْنى وَالَّذِي على غير الْخلق لَا يكون خلق وَلَا يقوم إِلَّا مقَام الْخلق وَلَا يَزُول عَنهُ الْمَعْنى وَقد ذكر الله ﷿ جعل المخلوقين وَلكُل جعل فِي الْقُرْآن طَرِيق وَمذهب فَالَّذِي ذكر الله من جعل المخلوقين قَوْله وَجعلُوا الْمَلَائِكَة الَّذين هم عباد الرَّحْمَن إِنَاثًا أشهدوا خلقهمْ سنكتب شَهَادَتهم ويسألون وَذَلِكَ أَنهم وصفوا الْمَلَائِكَة أَنهم إناث وَقَوله ﴿وَجعلُوا لله شُرَكَاء﴾ ووصفوا أَن لله شُرَكَاء وَقَالَ ﴿جعلُوا الْقُرْآن عضين﴾ وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا إِن الْقُرْآن شعر وأساطير الْأَوَّلين يَقُول سموهُ بأَشْيَاء وَقَالَ ﴿جعلُوا أَصَابِعهم فِي آذانهم﴾ فَهَذَا خبر عَن فعل من أفعالهم وَقَالَ ﴿حَتَّى إِذا جعله نَارا﴾ فَهَذَا أَيْضا خبر عَن فعل ثمَّ ذكر حعل مِنْهُ على معنى الْخلق فَقَالَ ﴿الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور﴾ يَقُول خلق الظُّلُمَات والنور فأوقع اسْم الْخلق على الظُّلُمَات والنور وَقَالَ ﴿وَجعل لكم السّمع والأبصار﴾ فأوقع

1 / 129