Al-Sunnah et son rôle dans la législation par Abdul-Halim Mahmood

Abdel-Halim Mahmoud d. 1397 AH
29

Al-Sunnah et son rôle dans la législation par Abdul-Halim Mahmood

السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

Genres

فجعل سيدنا عمر السُنَّةَ مصدرًا من مصادر التشريع. ولقد سئل سيدنا أبو بكر ﵁ عن ميراث الجدة فقال: «مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ أَسْأَلُ النَّاسَ»، فسألهم، فقام الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَشَهِدَا: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَعْطَاهَا السُّدُسَ. ولم يكن سيدنا عمر بن الخطاب ﵁ يعلم سُنَّةَ الاستئذان حتى أخبره بها أبو موسى الأشعري ﵁ (١). ولم يكن يعلم أن المرأة ترث من دية زوجها حتى كتب إليه الضحاك بن سفيان، أمير رسول الله ﷺ، على بعض البوادي يخبره أن رسول الله ﷺ «وَرَّثَ امْرَأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ مِنْ دِيَّةِ زَوْجِهَا». ولم يكن يعلم حُكْمَ المجوس في الجزية حتى أخبره عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله ﷺ قَالَ: «سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ». وَلَمَّا قَدِمَ «سَرْغَ» وَبَلَغَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ بِالشَّأْمِ، اسْتَشَارَ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ الذِينَ مَعَهُ، ثُمَّ الأَنْصَارَ، ثُمَّ مُسْلِمَةَ الفَتْحِ فَشَارَ عَلَيْهِ كُلٌّ بِمَا رَأَى، وَلَمْ يُخْبِرْهُ أَحَدٌ بِسُنَّةٍ، حَتَّى قَدِمَ

(١) فبين له أن الاستئذان ثلاث، فإذا لم يُؤْذَنْ له انصرف.

1 / 31