Al-Sira Al-Halabiyya - Insan Al-Uyun Fi Sirat Al-Amin Al-Ma'mun

Ibn Burhan Din Halabi d. 1044 AH
23

Al-Sira Al-Halabiyya - Insan Al-Uyun Fi Sirat Al-Amin Al-Ma'mun

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1427 AH

Lieu d'édition

بيروت

ويدرعها بيده، فكانت قريش بعد موت قصي يتبعون ما كان عليه في حياته كالدين المتبع، ولا زالت هذه الدار في يد بني عبد الدار إلى أن صارت إلى حكيم بن حزام فباعها في الإسلام بمائة ألف درهم، فلامه عبد الله بن الزبير ﵄ وقال أتبيع مكرمة آبائك وشرفهم؟ فقال حكيم ﵁: ذهبت المكارم إلا التقوى، والله لقد اشتريتها في الجاهلية بزق خمر، وقد بعتها بمائة ألف، وأشهدكم أن ثمنها في سبيل الله تعالى فأينا المغبون؟ قيل وقصي: هو جماع قريش، فلا يقال لأحد من أولاد من فوقه قرشي، ونسب هذا القول لبعض الرافضة، وهو قول باطل، لأنه توصل به إلى أن لا يكون سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما من قريش فلا حق لهما في الإمامة العظمى التي هي الخلافة، لقوله ﷺ «الأئمة من قريش» ولقوله ﷺ لقريش: «أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق إلا أن تعدلوا عنه» لأنهما لم يلتقيا مع النبي ﷺ إلا فيما بعد قصي، لأن أبا بكر ﵁ يجتمع معه في مرة كما سيأتي، لأن تيم بن مرة بينه وبين أبي بكر ﵁ خمسة آباء، وعمر ﵁ يجتمع معه في كعب كما سيأتي، وبين عمر ﵁ وكعب سبعة آباء وقصي (بن كلاب) أي واسمه حكيم، وقيل عروة، ولقب بكلاب لأنه كان يحب الصيد وأكثر صيده كان بالكلاب، وهو الجد الثالث لآمنة أمه ﷺ، ففي كلاب يجتمع نسب أبيه وأمه (ابن مرة) وهو الجد السادس لأبي بكر رضي الله تعالى عنه، والإمام مالك رضي الله تعالى عنه يجتمع معه ﷺ في هذا الجد الذي هو مرة أيضا (ابن كعب) أي وهو الجد الثامن لعمر رضي الله تعالى عنه، وكان كعب يجمع قومه يوم العروبة: أي يوم الرحمة الذي هو يوم الجمعة، ويقال إنه أول من سماء يوم الجمعة لاجتماع قريش فيه إليه، لكن في الحديث كان أهل الجاهلية يسمون يوم الجمعة يوم العروبة، واسمه عند الله تعالى يوم الجمعة. قال ابن دحية: ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الإسلام، وسيأتي في ذلك كلام فكانت قريش تجتمع إلى كعب ثم يعظهم ويذكرهم بمبعث النبي ﷺ، ويعلمهم بأنه من ولده، ويأمرهم باتباعه، ويقول: سيأتي لحرمكم نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، وينشد أبياتا آخرها: على غفلة يأتي النبي محمد ... فيخبر أخبارا صدوق خبيرها وينشد أيضا: يا ليتني شاهد فحواء دعوته ... حين العشيرة تبغي الحق خذلان وكان بينه وبين مبعثه ﷺ خمسمائة سنة وستون سنة. وفي الإمتناع: وعشرون سنة، لأن الحق أن الخمسمائة والستين إنما هي بين موت كعب والفيل الذي هو

1 / 25