Al-Chafii: Sa vie et son époque – Ses opinions et sa jurisprudence
الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Maison d'édition
دار الفكر العربي
Édition
الثانية
Année de publication
1398 AH
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Al-Chafii: Sa vie et son époque – Ses opinions et sa jurisprudence
Muhammad Abu Zahraالشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Maison d'édition
دار الفكر العربي
Édition
الثانية
Année de publication
1398 AH
بينهم من يحفظ حديثاً اجتهدوا في آرائهم، ومثلهم في ذلك مثل القاضي المقيد بنصوص قانون إذا لم يجد في النص ما يحكم به في قضية بين يديه، طبق ما يراه عدلاً وإنصافاً.
هكذا كانوا يسيرون، يعرضون القضية على الكتاب، ثم على السنة، وإلا فالرأي، ولقد جاء في كتاب عمر لأبي موسى الأشعري: الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة، اعرف الأشباه والأمثال وقس الأمور عند ذلك.
٤٢ - أخذ الصحابة بالرأي، ولكن اختلفوا في مقدار أخذهم، ففريق أكثر منه، وفريق أخذ به قليلاً، وكان يغلب عليه التوقف، إن لم يجد نصاً من كتاب أو سنة متبعة.
والحق في أمرهم رضي الله عنهم أنهم كانوا يتفقون في الاعتماد على الكتاب والسنة المعروفة إن وجدت، فإن لم يجدوا سنة معروفة عندهم اتجه المشهورون من فقهائهم إلى الرأي، ولقد كان بعضهم يتشكك في حفظه لحديث رسول الله، أو فتواه في الأمر، فيؤثر ألا يحدث، وأن يفتي برأيه خشية أن يقع في الكذب على رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، يروون أن عمران بن حصين كان يقول: والله إن كنت لأرى أني لوشئت لحدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومين متتابعين، ولكن أبطأني عن ذلك أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعوا كما سمعت وشهدوا كما شهدت، وتحدثوا أحاديث ما هي كما يقولون، وأخاف أن يشبه لي كما شبه لهم. وقال أبو عمرو الشيباني: كنت أجلس إلى ابن مسعود حولاً، لا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقلته رعدة، وقال هكذا، أو نحو ذا، أو قريب من ذا. وكان عبد الله بن مسعود لهذا يؤثر الفتوى برأيه، ويتحمل تبعته إن كان خطأ، عن أن يقع في الكذب على رسول الله، ولقد قال بعد أن أفتى في مسألة برأيه: أقول هذا برأيي، فإن كان هذا صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان ، ولقد
68