Al-Chafii: Sa vie et son époque – Ses opinions et sa jurisprudence
الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Maison d'édition
دار الفكر العربي
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
1398 AH
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Al-Chafii: Sa vie et son époque – Ses opinions et sa jurisprudence
Muhammad Abu Zahraالشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Maison d'édition
دار الفكر العربي
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
1398 AH
وعلى هذا السياق يكون الشافعي قد كتب الرسالة، وهو في بغداد، ومثل ذلك جاء في تاريخ بغداد، ولكن جاء في صدر ما نقلناه عن الرازي أنه ذكر أن الشافعي كان شاباً عندما التمس ابن مهدي منه، وهو في هذه القدمة كان كهلاً، إذ تجاوز الخامسة والأربعين، إلا إذا اعتبرنا من في هذه السن شاباً، وكذلك كان يعبر بعض الناس، ويحتمل أنه ألف الرسالة بطلب ابن مهدي وهو بمكة، وأرسلها إليه وهو بالعراق فنشرت به.
أخذ الشافعي ينشر بالعراق تلك الطريقة الجديدة التي استنها، ويجادل على أساسها، وينقد مسائل العلم على أصولها، ويؤلف الكتب، وينشر الرسائل، ويتخرج عليه رجال الفقه، ومكث في هذه القدمة سنتين، ثم عاد بعد ذلك إليها سنة ١٩٨ هـ وأقام أشهراً فيها، ثم اعتزم السفر إلى مصر، فرحل إليها، وقد وصل سنة ١٩٩ هـ.
١٩ - ولماذا قصر الإقامة في بغداد هذه القدمة الأخيرة، ولم يقم بها طويلاً، وهي عش العلماء، وقد صار له بها تلاميذ ومريدون، والعلم ينتشر بين ربوعها، فيشع، في كل الآفاق، ولم يكن لمصر في ذلك الإبان مكانة علمية كمكانة بغداد أو تقاربها؟ سؤال يضطرب في النفوس، ولعل الجواب عنه أنه في سنة ١٩٨ كانت الخلافة لعبد الله المأمون، وفي عهد المأمون ساد أمران لم تدل حياة الشافعي ومنهجه العلمي على أنه يستطيب الإقامة في ظلهما:
أحدهما: أن الغلبة في عهد المأمون صارت للعنصر الفارسي، إذ أن المعركة التي قامت بين الأمين والمأمون كانت في الواقع بين معسكر العرب الذي يمثله الأمين وقواده، ومعسكر الفرس الذي كان قواده وجنده من الفرس، وانتهت المعركة بغلبة الفرس، وصار لهم بعد ذلك النفوذ والغلب، وما كان لهذا القرشي أن يرضى بالمقام في ظل سلطان فارسي في نفوذه وصبغته.
ثانيهما: أن المأمون كان من الفلاسفة المتكلمين فأدنى إليه المعتزلة،
28