Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
تمنّي عصاة المؤمنين الرّجعة
وليس سؤال الله تعالى الرّجعة يختصّ بالكافر، وإنّما يتعدَّاه إلى المؤمن المقصّر المفرِّط في جنب الله، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١١)﴾ [المنافقون].
حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ الموت وقلة المال
قَالَ النَّبيُّ ﷺ: "اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ: المَوْتُ، وَالمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ المَالِ، وَقِلَّةُ المَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ" (١).
موت الفجأة
موتُ الفجأة من آثار غضب الله تعالى في حَقِّ الكافر، قال تعالى: ... ﴿أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤)﴾ [الأنعام]، وقال تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩٥)﴾ [الأعراف]، وعَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ﵁، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: " مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَف"، وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنِ النَّبِيِّ ﷺ (٢). وقوله: "أخذةُ أسف" أي أخذةُ سخط وغضب، وهو مستفاد من قوله
(١) أحمد "المسند" (ج ٣٩/ص ٣٦/رقم ٢٣٦٢٥) إسناده جيّد. (٢) أحمد "المسند" (ج ٢٩/ص ٤٤٥/رقم ١٥٤٩٦) إسناده صحيح، وصحّحه الألباني في "المشكاة" (ج ١/ص ٥٠٥) من رواية أبى داود والبيهقي.
1 / 138