Al-Sahib and Caliph Abu Bakr Al-Siddiq
الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
Genres
يقين الصديق في حادثة الإسراء والمعراج
أخرج الحاكم في مستدركه عن عائشة ﵂ قالت: (جاء المشركون إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس!) وهذا أمر عجيب وعجيب جدًا! فالمسافة بين مكة والقدس أكثر من (١٠٠٠) كيلو متر ذهابًا فقط، فكيف يذهب ويعود في جزء من الليل وفي هذا الزمن؟ انظر إلى رد فعل الصديق قال: (أوقال ذلك؟ -أي: هل قال ذلك رسول الله ﷺ؟ - قالوا: نعم، قال: لقد صدق) صدقه هكذا حتى دون أن يذهب إلى رسول الله ﷺ ليستوثق منه، ثم يعطي التبرير لمن يستمع له، يقول: (إني لأصدقه بأبعد من ذلك؟ بخبر السماء غدوة وروحة) يعني: أصدقه أنه ينزل عليه ملك من السماء ثم يعود في طرفة عين، فانظر إلى المنطق الرائع وانظر إلى توابع تصديق هذا المنطق في حياة المسلمين لو كل المسلمين فعلًا يصدقون بكل ما قاله ﷺ دون جدال ولا نقاش ولا تنطع.
ويقال: إنه لأجل هذه الحادثة سمي أبو بكر ﵁ وأرضاه بـ الصديق.
والثابت أن رسول الله ﷺ هو الذي سمى أبا بكر بـ الصديق، روى البخاري عن أنس بن مالك ﵁: (أن النبي ﷺ صعد أحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم، فقال: أثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) وهذا من نبوءات رسول الله ﷺ، فالنبي هو رسول الله ﷺ والصديق هو أبو بكر الصديق ﵁ وأرضاه والشهيدان هما: عمر وعثمان ﵄ استشهدا في سبيل الله.
بل في رواية الحاكم في المستدرك عن النزال بن سبرة ﵀ أن الذي سماه بذلك هو الله ﷿.
قال النزال بن سبرة: (قلنا لـ علي: أخبرنا عن أبي بكر؟ قال: ذاك امرؤ سماه الله الصديق على لسان جبريل وعلى لسان محمد ﷺ، كان خليفة رسول الله ﷺ رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا).
1 / 16