109

الروضة الندية شرح متن الجزرية

الروضة الندية شرح متن الجزرية

Maison d'édition

المكتبة الأزهرية للتراث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Lieu d'édition

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genres

البقرة)، كوصلك تمامًا التي بالنحل (أينما).
يتضح من ذلك أن (أينما) تأتي متصلة في موضعين فقط:
الأول: ﴿أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه﴾ [البقرة: ١١٥].
الثاني: ﴿أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْر﴾ [النحل: ٧٦].
قوله: (ومختلف) أي: واختلف فيها في ثلاثة مواضع:
الأول: ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ [الشعراء: ٩٢].
الثاني: ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب: ٦١].
الثالث: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ [النساء: ٧٨].
والقطع في موضع الشعراء أولى، والوصل في موضعي الأحزاب والنساء أولى.
قوله: (وُصفَ) أي: نعت وذُكر.
وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ ... نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى
حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ ... عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
أمر بوصل (إن) بـ (لَمْ) في موضع واحد فقط، في قوله تعالى: ﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ﴾ [هود: ١٤].
وأمر بوصل (أنْ) بـ (لَنْ) في موضعين فقط:
الأول: ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا﴾ [الكهف: ٤٨].
الثاني: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ﴾ [القيامة: ٣].
وأشار في النظم إلى الموضع الأول بقوله: (نجعلا)، وإلى الموضع الثاني بقوله: (نجمع).
فائدة:
ذكر الشيخ الحصري الخلاف في قوله تعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ﴾ [المزمل:٢٠]، والقطع فيه أولى (١). اهـ. وهو الذي عليه العمل.
والظاهر من النظم أن مذهب ابن الجزري فيه القطع. والله أعلى وأعلم.

(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٧١.

1 / 111