Le Coran dans la pensée islamique : Créé ou éternel ?
القرآن في الفكر الإسلامي هل هو مخلوق أم قديم ؟
Genres
وهذه الآيات من غرر الآيات القرآنية التي تصف لنا شأنه تعالى ( وهو المراد هنا بأمره ) عند إرادته خلق شيء من الأشياء ، وتصور لنا ذلك بأبلغ بيان ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول لن (كن) فيكون ) . بمعنى أن أي شيئ يريد الله خلقه وإيجاده إنما يكون في التو واللحظة بمجرد إرادة الله لخلقه وإيجاده لا أنه عند إرادته لإيجاده وكونه يقول له حقيقة - أي لفظا - (كن) فيكون ذلك ، وبعبارة أخرى : أن قوله تعالى للشيء ( كن) ليس هو قولا لفظيا هو لفظ (كن) يتلفظ به الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا لتتحقق إرادته في الخلق والإيجاد ، حتى يقال بناء على مثل هذا الفهم السقيم الممتنع في حق الله أصلا - أن لله قولا غير مخلوق وأن (كن) من كلامه الذي يخلق به الخلق ، وبالتالي فإن كلامه بوجه عام غير مخلوق !! ، واحتجاجهم بأنه قوله (كن) لو كان مخلوقا لاحتاج في نفسه إلى قول آخر لإيجاده وهذا إلى آخر وهكذا يتسلسل إلى ما لا نهاية ، وهذا مستحيل وبالتالي لا مناص من أن يكون غير مخلوق ، احتجاج مبني أساسا على حمل قوله للشيئ (كن) على القول اللفظي ، وأغلبهم لم يجرؤ على التصريح بذلك ، غير أن بعضهم لم يتردد في التصريح به من خلال القول : ( الظاهر أن هناك قولا لفظيا هو لفظ ( كن) ، وإليه ذهب معظم السلف ) (11) .
وهذا محال من عدة وجوه :
أولا : أنه ( من المعلوم أنه ليس هناك لفظ يتلفظ به ، وإلا احتاج في وجوده إلى لفظ آخر ، وهلم جرا فيتسلسل ، ولا أن هناك مخاطبا ذا سمع يسمع الخطاب فيوجد به) (12) .
ثانيا : أن ذلك يعني أن الله محتاج إلى كلمة (كن) لإيجاد مخلوقاته ، وأن تحقق إرداته في إيجاد الشيء متوقف على لفظ محدد دون غيره وهو (كن) وليس مجرد إرادته ، وأنه تعالى عن ذلك يتلفظ بكلمة (كن) بحرف وصوت كما نتلفظ نحن البشر.. ، وكل ذلك محال وممتنع في حق الله تعالى ، ويلزمهم منه إلزامات شنيعة ، وبذلك يثبت بطلان ما ذهبوا إليه.
Page 71