بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث بالآيات البينات.
وبعد:
فإن دراسة القواعد الفقهية من حيث مقوماتها، وأركانها، وشروطها، وماله صلة بذلك، يُعَدّ من الأمور الهامة في مجال الفقه الإسلامي، إذ هي تمثل - كما نرى - الوجه الثاني من أصول الفقه، وتصلح أن تُعَدّ منهجًا لترتيب، وتنظيم آخر لمباحث الفقه المتعددة.
وكنت حينما أصدرت كتاب (قاعدة اليقين لا يزول بالشك)، أشرت إلى بحثي الموسع عن القواعد الفقهية، الذي أقدمه الآن إلى القراء.
لقد قمت بتدريس موضوع القواعد الفقهية أكثر من اثني عشر عامًا لطلبة الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واطلعت على كل ما استطعت الحصول عليه، مما أُلّف في هذا الموضوع، وبخاصة الجانب النظري، من علم القواعد، وطريقة دراسة القواعد لدى الباحثين.
وفي كتابي (قاعدة اليقين لا يزول بالشك) قدمت منهجًا في دراسة القواعد الفقهية، يختلف عما اطلعت عليه، من دراسات في هذا المجال، وسأتبع هذا الكتاب - إن شاء الله - بعدد آخر من الكتب أدرس فيها قواعد