Fiqh Theories
النظريات الفقهية
Maison d'édition
دار القلم والدار الشامية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1414 AH
Lieu d'édition
بيروت
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Fiqh Theories
Wahbah al-Zuhayliالنظريات الفقهية
Maison d'édition
دار القلم والدار الشامية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1414 AH
Lieu d'édition
بيروت
«كل ما يشرع من التدابير لحمل الناس على طاعة أحكام الشريعة الأصلية»(١).
وهذا يعني أن أحكام الشريعة قسمان:
أحكام أصلية: نزلت لبيان الحقوق والواجبات، وتنظيم علاقة الإنسان بربه، وعلاقة الإنسان بنفسه، وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
أحكام تأييدية: وضعت لحماية الأحكام الأصلية، وضمان تطبيقها وحسن تنفيذها والالتزام بها، وهي موضوع بحثنا في هذا الكتاب.
وهذه الأحكام التأييدية ضرورية، ولا بد منها، ولا يوجد تشريع في الدنيا يأمل في التطبيق والتنفيذ، وتحقيق المصالح، وجلب المنافع، ودفع المضار عن البشرية، يخلو من العقوبات كمؤيد له، فإن فقد المؤيد أصبح التشريع كلاماً فارغاً لا معنى له.
تنقسم المؤيدات الشرعية عدة تقسيمات باعتبارات مختلفة.
التقسيم الأول: باعتبار الزمن:
تنقسم المؤيدات الشرعية من حيث زمن تطبيقها إلى نوعين: أخروية ودنيوية(٢).
أولاً - المؤيدات الأخروية: وهي مجموعة الأحكام التي وردت بالنص في القرآن الكريم والسنة الشريفة، لبيان الثواب والأجر للفاعل، أو ترتيب العقوبة والعذاب لكل من يخالف أحكام الشرع ويخرج عن حدوده، سواء كانت له عقوبة في الدنيا، ولكنها لم تطبق عليه، لأن السلطة لم تستطع أن تطول المخالف، أو لأنه تفلت منها بأي أسلوب، أم لم تكن له عقوبة في الدنيا، واقتصر عقابها على الآخرة، لأنه لا يمكن معرفتها أو إثباتها بالحواس البشرية الموجودة، كجريمة الحسد والنفاق والنميمة والغيبة والحقد والكذب، ومعيارها:
(١) المدخل الفقهي العام ٢ /٦٠٦.
(٢) انظر: فلسفة العقوبة في الفقه الإسلامي ٥٧/١.
15