12

Fiqh Theories

النظريات الفقهية

Maison d'édition

دار القلم والدار الشامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1414 AH

Lieu d'édition

بيروت

قال تعالى: ﴿تِلكَ حدودُ اللهِ فلا تَعتَدوها، ومن يَتَعَدّ حدودَ اللهِ فأولئكَ هُمُ الظالمون﴾ (سورة البقرة) الآية: ٢٢٩.

ولكن لنتساءل ما هي فائدة الحقوق؟ وما هي الجدوى من تقريرها والنص عليها، وتنميقها بالعبارات، وتسطيرها في الكتب، وصياغتها في اللوائح والقوانين والدساتير والإِعلانات، والمناداة بها شعاراً للناس؟؟

وأضرب مثالاً لذلك ((إعلان حقوق الإنسان العالمي)) فقد نص على أعظم القيم والمبادىء والمثل، وتضمن جميع الحقوق، وشمل جميع ما يهتم به الإِنسان في حياتِهِ، وما يتطلع إليه في غده، وما يحلم به في مستقبله، حتى يخيل لقارئه أنه يُؤمِّن له الحياة المثالية الخالدة.

وقد صدقت عليه جميع الدول، والتزمت به الشعوب، ولكن ما هو الأثر العملي لذلك؟ وما هي النتيجة التي وصل إليها؟

ويكفي أن نلقي نظرة على الواقع العالمي، ومجريات الحياة الاجتماعية لنعرف الجواب؟ وقد حاز أفلاطون وأرسطو شرف السبق لهذا الإعلان قبل ألفي سنة في الجمهورية الفاضلة، ولكن ماذا استفاد البشر منها، وما هو نصيب الفرد العادي فيها؟ كما أعلنت الثورة الفرنسية مبادئها البراقة ثم أصدرت قانون حقوق الإِنسان، فهل التزمت بالمبادىء والحقوق في بلادها؟ وهل نفذته مع شعوب الأرض؟ أم انطلقت في الاستعمار والاحتلال والاضطهاد والإِذلال الشعوب المعمورة؟

إذن: لا فائدة من منح الحقوق والنص عليها إذا لم تطبق فعلاً، ويتمتع بها الأفراد والجماعات، وتتوفر لها الحماية في التطبيق والتنفيذ، سواء أكان ذلك بالرغبة أم بالرهبة، بالعقيدة أم بالقوة، يقول إهرنج أحد العلماء الألمان: الحق بدون قوة ملزمة كلمة فارغة لا معنى لها.

وقد كلف الله تعالى الدولة، الممثلة بسلطتها القضائية ونظامها القضائي، بحماية هذه الحقوق والحفاظ عليها، والقاضي هو الرقيب والحارس لتطبيق الأحكام وحفظ الحقوق وردها إلى أصحابها عند الاعتداء عليها، فيقيم العدل ،

12