159

المقتضب

المقتضب

Chercheur

محمد عبد الخالق عظيمة.

Maison d'édition

عالم الكتب.

Lieu d'édition

بيروت

على هَذِه الصّفة لم يجز أَن تطرح عَلَيْهَا حَرَكَة لأَنَّه لَيْسَ ممّا يجوز تحريكه وَذَلِكَ نَحْو خَطِيئَة ومَقْرُوءَة فإِنّ تَخْفيف الْهمزَة أَن تَقلبها كالحرف الَّذِي قبلهَا فَتَقول فِي خَطِيئَة خَطيّة وَفِي مَقْرُوءَة مقروّة وإِنَّما فعلت ذَلِك لأَنَّك لَو أَلقيت حَرَكَة الْهمزَة على هَذِه الياءِ وَهَذِه الْوَاو لحرّكت شَيْئا لَا يجوز أَن يَتَحَرَّك أَبدا لأَنَّها للمدّ فَهُوَ بِمَنْزِلَة الأَلف إِلاَّ أَنَّ الإِدغام فِيهِ جَائِز لأَنَّه ممّا يدغم كَمَا تَقول عدوّ ودِليّ ومغزوّ ومرميّ وأَمّا الأَلف فإِنَّ الإِدغام فِيهَا محَال وَهِي تحْتَمل أَن تكون الْهمزَة بعْدهَا بَيْنَ بَيْنَ كَمَا احتملت السَّاكِن المدغم فِي قَوْلك دابّة / وشابّة لأَنَّ المدّة قد صَارَت خلَفا من الْحَرَكَة فساغ ذَلِك للقائل وَلَوْلَا المدّ لَكَانَ جمع الساكنين مُمْتَنعا فِي اللَّفْظ فَتَقول - إِذا أَردت اتبعا أَمره فخفَّفت - اتبعا امْرَهْ فتجعلها بيْنَ بَيْنَ وَكَذَلِكَ مضى إِبراهيم وجزى أُمّه لأَنَّ الأَلف لَا تكون إِلاَّ سَاكِنة فَلَو طرحت عَلَيْهَا الْحَرَكَة لَخَرَجت من صورتهَا وَصَارَت حرفا آخر وَتقول فِي نبيىء - إِذا خففت الْهمزَة - نبيّ كَمَا ترى هَكَذَا يجْرِي فِيمَا لم تكن حُرُوف ليّنة أَصليّة أَو كالأَصليّة وهم فِي نبيىء على ثَلَاثَة أَضرب

1 / 161