Al-Muntakhab min Kutub Shaykh al-Islam
المنتخب من كتب شيخ الإسلام
Maison d'édition
دار الهدى للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Lieu d'édition
الرياض
Genres
إلاَّ الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورَوْح منه ... أدخله الله الجنَّة» (١)، ونحو ذلك من النُّصوص.
وأجود ما اعتمدوا عليه قوله ﷺ: «خمس صلوات كتبهنَّ الله على العباد في اليوم والليلة؛ فمن حافظ عليهنَّ كان له عند الله عهد أن يدخله الجنَّة، ومن لم يحافظ عليهنَّ لم يكن له عند الله عهد: إن شاء عذَّبه، وإن شاء أدخله الجنَّة» (٢)، قالوا: فقد جعل غير المحافظ تحت المشيئة، والكافر لا يكون تحت المشيئة، ولا دلالة في هذا، فإنَّ الوعد بالمحافظة عليها، والمحافظةُ فعلها في أوقاتها كما أُمر؛ كما قال تعالى: ﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الوُسْطى﴾ (٣)، وعدم المحافظة يكون مع فعلها بعد الوقت، كما أخَّر النَّبيِّ ﷺ صلاة العصر يوم الخندق، فأنزل الله آية الأمر بالمحافظة عليها وعلى غيرها من الصَّلوات.
وقد قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلَفٌ أضاعوا الصَّلاةَ واتَّبَعوا الشَّهّواتِ فَسَوْفَ يَلْقونَ غِيًّا﴾ (٤)؛ فقيل لابن مسعود وغيره: «ما إضاعتها؟ فقال: تأخيرها عن وقتها. فقالوا: ما كنَّا نظنُّ ذلك إلاَّ تركها! فقال: لو تركوها لكانوا كفَّارًا» (٥) .
_________
(١) حديث رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء، باب قوله: ﴿يا أهْلَ الكِتابِ لا تَغْلُوا في دِينِكُم ...﴾، رقم ٣٤٣٥)، ومسلم في (الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، رقم ٢٨)؛ من حديث عبادة بن الصامت.
(٢) [صحيح] . رواه النسائي في (الصلاة، باب المحافظة على الصلوات الخمس، رقم ٤٦١)، وأبو داود في (الصلاة، باب المحافظة على وقت الصلوات، رقم ٤٢٥، وباب فيمن لم يوتر، رقم ١٤٢٠)، وابن ماجه في (إقامة الصلاة، باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها، رقم ١٤٠١)؛ من حديث عبادة بن الصامت. وانظر: «صحيح الجامع» (٣٢٤٣) .
(٣) البقرة: ٢٣٨.
(٤) مريم: ٥٩.
(٥) أورده ابن جرير في (التفسير، من كلام القاسم بن مخيمرة، وأورد بإسناده إلى ابن مسعود وأنه قيل له: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك. قال: «ذاك الكفر» . ورواه اللالكائي في «الاعتقاد» (١٥٣٤)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (٧٧٣)؛ بإسناد منقطع.
1 / 49