24

Al-Muntakhab Fi Tafsir Al-Quran Al-Kareem

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Maison d'édition

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر

Numéro d'édition

الثامنة عشر

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Lieu d'édition

طبع مؤسسة الأهرام

Genres

١٠٩ - ولقد تمنى كثير من اليهود أن يردوكم - أيها المسلمون - إلى الكفر بعد إيمانكم، مع أنه قد تبين لهم من كتابهم نفسه أنكم على الحق، وما ذلك إلا لأنهم يحسدونكم ويخشون أن ينتقل إليكم السلطان ويفلت من أيديهم، فأعرضوا عنهم، واعفوا واصفحوا حتى يأذن الله لكم بمسلك آخر حيالهم، فهو القادر على أن يمكنكم منهم، وهو على كل شئ قدير.
١١٠ - وحافظوا على شعائر دينكم، فأقيموا الصلاة، وأعطوا الزكاة، وما تقدموا لأنفسكم من أعمال طيبة وصدقة تجدوا ثوابه عند الله. إن الله بما تعملون عليم، علم من يبصر ويرى.
١١١ - ومن أباطيل اليهود والنصارى وأمانيهم الكاذبة ما يزعمه كل منهم: من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان على دينهم، فلتطلبوا إليهم أن يأتوا ببرهان على ذلك إن كانوا صادقين.
١١٢ - ولن يجدوا على ذلك برهانًا، فالحق أن الذين يدخر لهم الله تعالى نعيم الجنة ويثيبهم يوم القيامة ويقيهم الخوف والحزن، هم الذين يخلصون لله ويتبعون الحق، ويحسنون ما يؤدونه من أعمال.
١١٣ - ومن عجب أنهم كما يعادون الإسلام يعادى بعضهم بعضًا، فيقول اليهود: ليست النصارى على شئ من الحق، ويقول النصارى فى اليهود مثل ذلك، وكلاهما يستدل بأسفاره، ويقول المشركون من العرب الذين لا يعلمون شيئًا عن الكتب المنزلة فى اليهود والنصارى معًا ما يقوله كلاهما فى الآخر، ولقد صدقوا جميعًا فى ذلك، فليس منهم فريق على حق، وسيتبين ذلك حينما يحكم الله بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

1 / 25