٦٩ - حدَّثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ القاضي، ثنا أبو الرَّبيعِ الزهرانيُّ (١) (ح) . وحدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ؛ قالا: ثنا جريرٌ، عن مُغيرةَ (٢)، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ على مِنْبَرِنا هذا يقولُ: طَلبتْ عَمرةُ بنتُ رواحةَ إلى بَشيرِ بن سعدٍ أن يَنْحَلَني نُحْلًا (٣) من مالِه، فأبى عليها، ثم بدا له بعدَ حولٍ أو حولين أن يَنْحَلَنِيه، فقال لها: إن الذي سألتِ لابني كنتُ مَنعتُه، وقد ⦗٧٢⦘ بدا لي أن أَنحلَه إياه. وإنها قالت: لا أرضى حتى تأخذَ بيدِه فتنطلقَ به إلى النبيِّ ﷺ فَتُشهِدَه. فأخذ بيدي فانطلق بي إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا نبيَّ اللهِ! إن عَمرةَ بنتَ رواحةَ طلبتْ إليَّ أن أنحلَ ابني هذا نُحْلًا، وإني كنتُ أَبَيْتُ عليها، ثم بدا لي أن أَنْحَلَه إياه، وإنها قالت: لا أرضى حتى تأخذَ بيده فتنطلقَ به إلى النبيِّ ﷺ فتُشْهِدَه. فقال: «هَلْ لَكَ مَعَهُ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَهَلْ آتَيْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا آتَيْتَ هَذَا؟» قال: لا. قال: «فَإِنِّي لا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا؛ هَذَا جَوْرٌ، أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي. اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ فِي النُّحْلِ؛ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ وَاللُّطْفِ»، واللفظُ لحديثِ أبي الربيعِ.

[٦٩] أخرجه البيهقي (٦/١٧٨) من طريق يوسف بن يعقوب، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (٣٥)، والنسائي في "الكبرى" (٥٩٧٩)، وابن حبان (٥١٠٤)، والأزهري في "تهذيب اللغة" (١٥/٥٠١)؛ من طريق جرير، به. وأخرجه البزار (٣٢٦٢) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة، به. وستأتي طريق هشيم، عن مغيرة وغيره، برقم [٧١] . وسيأتي أيضًا من طريق عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير، مختصرًا، برقم [٨٠] . (١) هو: سليمان بن داود. (٢) هو: ابن مقسم. (٣) تقدم تفسيره في الحديث رقم [١] .