43

المعين على تفهم الأربعين

المعين على تفهم الأربعين

Chercheur

دغش بن شبيب العجمي

Maison d'édition

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1433 AH

Lieu d'édition

الكويت

مع أنَّ ولد آدم أفضَلُ أنواع المخلوقات حتى الملائكة على مذهب أهل السنة، ونبينا أفضلها فهو إذن أفضل المخلوقات.
وحديث: "لَا تُفَضِّلُوا بينَ الأَنبيَاء" (١) ونحوه أُوِّلَ بأوجهٍ، منها: أنه قاله على وجه التواضع (٢).
وقوله: "المُكَرَّم بالقُرآنِ العَزيزِ، المُعْجِزَةِ المسْتَمِرَّةِ على تَعَاقُبِ السِّنين، وبالسُّنَنِ المسْتَنِيرَةِ للمُسْتَرشِدِينَ". سُمِّيَ القُرْآنُ قُرْانًا لجَمْعِهِ السُّوَر، يقالُ: قرأتُ الشيءَ إذا جمعتهُ.
وقيل: لتأليفه.
ومعجِزتهُ باعتبار لفظهِ، وأنَّهُ آيةٌ معجِزَةٌ، ومِنْ فَضْلِهِ على المُعْجِزَات دوامُهُ وانقِطَاعُهَا، وقِدَمُهُ وحُدُوثها (٣).

(١) رواه البخاري (٤/ ١٥٩ رقم ٣٤١٤، ٤٢١١)، ومسلم (٤/ ١٨٤٣ رقم ٢٣٧٣) من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) ومنها: أنَّ النَّهيَ عن تَفْضِيلٍ يُؤدِّي إلى تنَقُّص بعضهم، فإن ذلك كفرٌ بلا خلافٍ.
ومنها: أنه ﷺ نَهَى قبلَ أن يعلم أنه خير الخلق، فلمَّا عَلِمَ قال: "أنا سَيِّدُ ولَدِ آدمَ ولا فخر".
ومنها: أنه نَهَى لئلَّا يُؤَدِّي إلى الخصومة كما ثبت في "الصحيح" في سبب ذلك.
انظر: "غاية السول في خصائص الرسول ﷺ " للمؤلف (٢٦٨ - ٢٧٠)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (٥/ ٤٩١)، و"المجموع" للنووي (١/ ١١٩).
(٣) وصف كلام الله بالقدم لم يُعرف عن الصحابة ﵃ ولا عن أئمة السلف ﵏، وإنما كان أهل السنة يقولون أيام المحنة: كلام الله غير مخلوق، ويقول مخالفوهم: كلام الله مخلوق، فوصف كلام الله بأنه قديم اصطلاح حادث، ولكنه كثر عند المتأخرين، ولو جرينا عليه لقلنا: كلام الله قديم النوع حادث الآحاد؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، فالكلام صفة ذاتية، وكلامه بمشيئته وإرادته فهو صفة فعلية.
انظر: "التسعينية" (١/ ٣٣٣ وما بعدها)، (٢/ ٥٣٧، ٦١١ وما بعدها).

1 / 47