al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Maison d'édition
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
(١) ممن استنكر هذا، وشنَّع عليه أبو محمد بن حزم، قال: «وأما دعواهم أن عثمان ﵁ أسقط ستة أحرف من جملة الأحرف السبعة المنزل بها القرآن من عند الله ﷿ فعظيمة من عظائم الإفك والكذب، ويُعيذ الله تعالى عثمان ﵁ من الردة بعد الإسلام، ولقد أنكر أهل التعسف على عثمان ﵁ أقل من هذا مما لا نُكرة فيه أصلًا، فكيف لو ظفروا له بمثل هذه العظيمة، ومعاذ الله من ذلك، وسواء عند كل ذي عقل إسقاط قراءة أنزلها الله تعالى أو إسقاط آية أنزلها الله تعالى، ولا فرق. وتالله؛ إن من أجاز هذا غافلا، ثم وقف عليه وعلى برهان المنع من ذلك، وأصرَّ، فإنه خروج عن الإسلام لا شكَّ فيه؛ لأنه تكذيب لله تعالى في قوله الصادق لنا: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]، وفي قوله الصادق: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ ﴿فَإِذَا قَرَانَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٧ - ١٨]، فالكل مأمورون باتباع قرآنه الذي أنزله الله تعالى عليه وجمعه، فمن أجاز خلاف ذلك، فقد أجاز خلاف الله =
1 / 96