252

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

Maison d'édition

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

الرَّحِيمِ﴾، ثم يقف ...» الحديث (١).
ومما يُستأنس به في تقوية هذا المذهب: أن ابن مسعود ﵁ لما قرأ على رسول الله ﷺ سورة النساء، ووصل إلى قوله: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٤١]، أمره ﷺ أن يقطع القراءة على هذا الموضع، فقال: «حسبك» (٢).
ولو كان تتبع المعاني مما يحرص عليه رسول الله ﷺ، لما أمر ابن مسعود أن يقطع قبل تمام المعنى؛ لأن قوله تعالى بعدها: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢] متعلق بها. وبهذه الآية ينتهي المقطع، ويكون الوقف تامًّا؛ لأن قوله تعالى بعدها: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ ...﴾ [النساء: ٤٣] نداءٌ للمؤمنين، والنداء يدل على انقطاع الجملة عما قبلها، والابتداء بأمر جديد، واللهُ أعلمُ.
• * *

(١) أخرجه أحمد (٦:٣٠٢)؛ وأبو داود رقم (٤٠٠١)؛ والترمذي برقم (٢٩٢٧) وقال: وليس إسناده بمتصل. وصحح الدارقطني إسناده في سننه (١:٣١٢).
(٢) أخرجه البخاري برقم (٥٠٥٠)، انظر: فتح الباري، ط. الريان (٨:٩٨ - ٩٩).

1 / 267