al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Maison d'édition
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
كيفية إنزاله:
لما ثبت النُّزول الجملي بقول ابن عباس ﵄ (ت٦٨هـ) إلى سماء الدنيا = أوهم على بعض العلماء أن جبريل ﵇ يأخذه من السفرة في بيت العزَّة، وقد دعا إلى ذلك اعتقادهم بالكلام النفسي، ونفيهم أن يكون الله تكلم بصوت وحرف يسمعه جبريل ﵇، ونقاش ذلك محله كتب العقائد، لكننا نثبت يقينًا أن الله تكلم بهذا الوحي، وسمعه جبريل ﵇ من ربه، وأنزله على محمد ﷺ كما سمعه لفظًا ومعنى، وليس له فيه إلا أداء الرسالة (١).
وقد ورد الحديث ببيان كيفية سماع الوحي في السماء عن أبي هريرة ﵁، قال: إن نبي الله ﷺ قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله؛ كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير» (٢) الحديث.
وقال مسروق عن ابن مسعود ﵁: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئًا فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا: ماذا قال ربكم قالوا الحق».
والقرآن من الوحي الذي يسمعه جبريل ﵇ من ربه مباشرة بلا واسطة، وينْزل به على محمد ﷺ، ولا شأن لغيرهما به، كما قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥].
• * *
(١) وقع عند السيوطي (ت٩١١هـ) وغيره خلل في (كيفية إنزاله على النبي ﷺ، وقد ذكر مذاهب فيها خلل، وسبب ذلك الخلل يرجع إلى القول في القرآن، وللمذاهب الإسلامية في (القرآن) مذاهب معروفة؛ كالقول بخلق القرآن، والقول بالكلام النفسي وأن القرآن عبارة عنه ... فذكر مذاهب أهل الكلام، ولم يذكر مذهب السلف. (٢) أخرجه البخاري برقم (٤٨٠٠).
1 / 78