يكون الاختلاف كمثل الاختلاف الوارد في الأثر السابق عن علقمة بحذف وإثبات، وقد يكون بإبدال لفظ بلفظ، وقد يكون بطريقة قراءة، كل ذلك جائز أن يكون، والله أعلم.
٢ - أن القصد من هذا العمل نسخ مصاحف من مصحف أبي بكر، الذي هو أصل العمل:
«فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف (١) ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان».
كانت المصاحف عند عمر ﵁، ثم عند حفصة ﵂ بعده، فأخذها عثمان ﵁ بقصد نسخ مصاحف من هذا المصحف، ولم يكن له هدف آخر كالانتخاب منه، كما يذهب إليه بعضهم، حيث يذهب إلى أن عثمان ﵁ ترك المنسوخ من الآيات الواردة في مصحف أبي بكر ﵁، وقد مضى التنبيه على عدم وجود مثل هذه الآيات في مصحفه.
٣ - تكوين لجنة لهذا العمل العظيم:
«فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف».
يلاحظ أنَّ ثلاثة منهم مكيُّون، والرابع مدنيٌّ وهو زيد بن ثابت ﵁، ويلاحظ أنه نصَّ على عملهم، وهو النسخ فحسب.
٤ - المنهج المتبع في الرسم حال الاختلاف:
«وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة».
أرشدهم عثمان ﵁ إلى ما يعملونه حال اختلافهم في رسم كلمة
(١) قد ورد في آخر أثر زيد بن ثابت: «وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر».