Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Maison d'édition
دار الاعلام
Numéro d'édition
الأولى ١٤٢٢هـ
Année de publication
١٤٢٣هـ
Genres
ب- آيات يمدح الله بها عباده ويثني عليهم بسبب عملهم بهذا الركن.
يقول الله ﷿ مثنيا على عباده المؤمنين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُون﴾ [المؤمنون: ٥٧]، إلى أن قال: ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُون﴾ [المؤمنون: ٦١] . ومدح أنبياء ﵈ بهذه العبادة؛ فقال: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: من الآية٩٠] . ومدح ملائكته بقوله: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: ٥٠] .
ج- آيات يخبر فيها ﷿ عن جزاء من عبده بهذا الركن، يقول الله ﷿: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان﴾ [الرحمن: ٤٦]، ويقول سبحانه: ﴿وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾ [ابراهيم: ١٤] .
عبادة الله ﷿ بهذه الأركان مجتمعة:
تقدم أن أهل السنة والجماعة يعبدون الله ﷿ بأركان العبادة الثلاثة مجتمعة، ولا يلغون أي ركن منها١. وتقدم أنهم يوازنون بينها، بيحث لا يطغى جانب منها على الآخر٢؛ فكما أن المسلم يعبد ربه ﷿ حبا له، وطمعا في جنته، ورجاء لثوابه؛ فإنه كذلك يعبده ﷿ خشية له، وحذرا من ناره، وخوفا من عقابه.
وما أجمل كلمات العلامة ابن القيم ﵀، التي يخبر فيها عن اجتماع هذه الأركان القلبية، ويتحدث عن منزلة كل واحد منها، فيقول: "القلب في سيره إلى الله ﷿ بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سلم الرأس والجناحان، فالطائر جيد الطيران. ومتى قطع الرأس مات الطائر. ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائد وكاسر" إلى أن قال: "أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف، وغلبة الحب؛ فالمحبة هي المركب، والرجاء حاد، والخوف سائق، والله الموصل بمنه وكرمه"٣.
_________
١ انظر ص٩٧ من هذا الكتاب.
٢ انظر ص٤١ من هذا الكتاب وانظر إيثار الحق على الخلق لابن المرتضى ص٣٩١-٣٩٢.
٣ انظر مدارج السالكين لابن القيم ١/ ٥٥٤.
1 / 102