Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Maison d'édition
دار الاعلام
Numéro d'édition
الأولى ١٤٢٢هـ
Année de publication
١٤٢٣هـ
Genres
وسلف كل إنسان: من تقدمه من آبائه وذوي قرابته الذين هم فوقه في السن والفضل، وأحدهم سالف١. وقيل: من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته. ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين بالسلف الصالح٢. هذا عن السلف في اللغة.
أما السلف في الاصطلاح: فقد اختلف العلماء في تحديد المراد بهم، نتيجة اختلافهم في تحديد الزمن الذي ينسبون إليه، إلى عدة أقوال:
١- القول الأول: أنهم الصحابة ﵃ فقط، وهو قول عدد من شراح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني٣.
٢- القول الثاني: أنهم الصحابة والتابعون. وممن ذهب إلى هذا أبو حامد الغزالي، حين قال: "اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر، هو مذهب السلف؛ أعني مذهب الصحابة والتابعين"٤.
٣- القول الثالث: أنهم الصحابة، والتابعون، وتابعوا التابعين؛ أي: القرون الثلاثة التي أثبت لها رسول الله ﷺ الخيرية بقوله: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" ٥.
وإلى هذا القول ذهب عدد كبير من أهل العلم؛ كالإمام الشوكاني، والإمام السفاريني، وغيرهما٥.
ملاحظة:
يلاحظ على هذه الأقوال جميعها أنها تدخل من كان في القرون الأولى في مسمى السلف. ولكن ليس كل من كان في ذلك الزمن يسمى سلفيا، إذ المعروف أن الفرق ظهرت
_________
١ انظر معالم التنزيل للبغوي ٤/ ١٤٢.
٢ انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٢/ ٣٩٠.
٣ انظر وسطية أهل السنة بين الفرق للدكتور محمد باكريم ص٩٧، ٩٨.
٤ إلجام العوام عن علم الكلام للغزالي ص٥٣.
٥ صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب فضائل أصحاب النبي ﷺ.
1 / 22