88

L'explication détaillée des principes du Fiqh

المفصل في القواعد الفقهية

Maison d'édition

دار التدمرية

Édition

الثانية

Année de publication

1432 AH

Lieu d'édition

الرياض

الأولى: القضية الجزئية.

الثانية: القضية الحملية السالبة.

الثالثة: القضية الشرطية الكلية.

أما استبعاد القضايا الجزئية فهو أمر تقتضيه طبيعة القاعدة، وقد سبق أن ذكرنا في تعريفها أنها قضية كلية، ولا نزاع في هذا الأمر، وأما القضيتان الأخريان فللعلماء فيهما آراء مختلفة، قال الشيخ حسن العطار (ت ١٢٥٠هـ)(١) عن القاعدة - في حاشيته على شرح جمع الجوامع -: ((ولا بد أن تكون حملية موجبة، لأن الشرطية الكلية ليس الحكم فيها على الأفراد، وإنما كلّيتها أن يكون الربط بين المقدم والتالي واقعاً على جميع الأوضاع والأحوال الممكنة الاجتماع، مع المقدم، والحكم فيها بالتعليق، وليس مقصوداً في مسائل العلوم، إذ لا يبحث فيه، لعدم الحكم بالإثبات، والجملة السالبة لا تستدعي وجود الموضوع))(٢)، وفي حاشيته على شرح التهذيب في المنطق، فسر الجزئيات التي تنطبق عليها القاعدة، بالجزئيات ((التي لها زيادة تعلق بتلك القضية، بأن يتوقف صدقها على وجودها، وهي جزئيات موضوع الموجبة الحملية))(٣).

وإذن فالأساس في استبعاد القضايا السالبة، والقضايا الشرطية، هو

(١) هو أبو السعادات حسن بن محمد العطار الشافعي المصري، المغربي الأصل، ولد ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، وصار أحد شيوخه، ارتحل إلى عدد من البلدان، وأقام في دمشق زمناً، وفي ألبانيا زمناً آخر، ثم عاد، بعد ذلك، إلى القاهرة، وهو عالم وأديب وشاعر ومشارك في عدد من العلوم، عرف بإجادته صنع المزاول الليلية والنهارية، وبنبوغه في الهندسة والفلك، توفي في القاهرة سنة ١٢٥٠ هـ من مؤلفاته: ((حاشية على شرح التهذيب في المنطق))، و((حاشية على شرح الأزهرية)) للشيخ خالد، و ((حاشية على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع))، ولارسالة في كيفية العمل بالاسطرلاب))، وغيرها. راجع في ترجمته: الفتح المبين ١٤٦/٣، والأعلام ٢٢٠/٢، ومعجم المؤلفين ٢٨٢/٣.

(٢) حاشية العطار على شرح جمع الجوامع للمحلي ٣١/١، ٣٢.

(٣) حاشية العطار على التذهيب شرح التهذيب في المنطق ص ٦٦، مع حاشية الدسوقي.

86