29

Les thèmes

الموضوعات

Chercheur

عبد الرحمن محمد عثمان

Maison d'édition

المكتبة السلفية

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

المدينة المنورة

Genres

Hadith
يَأْخُذُونَ الشئ من معدنه، فالفقيه مِنْهُم يقلل التَّعْلِيق فِي خبر حَدثنَا خبر خَبره، والمتعبد ينصب لأجل حَدِيث لَا يدرى من سطره، والقاص يروي للعوام الْأَحَادِيث الْمُنكرَة وَيذكر لَهُم مَا لَو شم ربح الْعلم مَا ذكره، فَيخرج الْعَوام من عِنْده يتدارسون الْبَاطِل فَإِذا أنكر عَلَيْهِم عَالم قَالُوا. قد سمعنَا هَذَا بأخبرنا وَحدثنَا فكم قد أفسد الْقصاص من الْخلق بالأحاديث الْمَوْضُوعَة، كم لون قد أصفر بِالْجُوعِ وَكم هائم على وَجهه بالسياحة، وَكم مَانع لنَفسِهِ مَا قد أُبِيح، وَكم تَارِك رِوَايَة الْعلم زعما مِنْهُ مُخَالفَة النَّفس فِي هَواهَا فِي ذَلِك، وَكم موتم أَوْلَاده بالتزهد وَهُوَ حَيّ، وَكم معرض عَن زَوجته لَا يوفيها حَقّهَا فَهِيَ لَا أيم وَلَا ذَات بعل. فصل وَاعْلَم وفقك الله أَن الْأَحَادِيث على سِتَّة أَقسَام، الْقسم الأول مَا اتّفق على صِحَّته وَكَانَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ أول من (١) الصِّحَاح، ثمَّ تبعه مُسلم، وَكَانَ مرادهما الحَدِيث الَّذِي يرويهِ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن رَسُول الله ﷺ، وَلذَلِك الصَّحَابِيّ راويان ثقتان عَنهُ لذَلِك الحَدِيث، ثمَّ يرويهِ عَنهُ التَّابِعِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن الصَّحَابَة، وَله راويان ثقتان عَنهُ، ثمَّ يرويهِ عَنهُ من أَتبَاع التَّابِعين الْحَافِظ المتقن الْمَشْهُور وَله رُوَاة ثقاة، ثمَّ يكون شيخ البُخَارِيّ حَافِظًا متقنا فَهَذِهِ الدرجَة الْعليا. وَقد كَانَ مُسلم بن الْحجَّاج أَرَادَ أَن يخرج الصَّحِيح على ثَلَاثَة أَقسَام فِي الروَاة، فَلَمَّا فرغ من الْقسم الأول توفى. قَالَ الْحَاكِم ﵀: وَقد تركا أَحَادِيث جَيِّدَة الطَّرِيق لنَوْع احْتِيَاط نظرا فِيهِ، مِنْهَا أَحَادِيث رَوَاهَا الثقاة إِلَى الصَّحَابِيّ غير أَن هَذَا الصَّحَابِيّ لم يكن لَهُ غير راو وَاحِد مثل حَدِيث مرداس الْأَسْلَمِيّ والمستورد وذكين لما لم يكن لَهُم راو غير قيس بن أبي حَازِم، وَكَذَلِكَ حَدِيث

(١) هُنَا بَيَاض فِي الاصل وَلَعَلَّ موضعهَا كلمة خرج بِالتَّشْدِيدِ. (*)

1 / 32