15

المسائل العقدية المتعلقة باسم الله عز وجل

المسائل العقدية المتعلقة باسم الله عز وجل

Maison d'édition

دار منار التوحيد للنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٠ هـ

Lieu d'édition

المدينة المنورة

Genres

التي لم توضع لمسماها باعتبار معنى قائم به. فهم بذلك ينظرون إلى هذه الأسماء على أنها أعلام خالصة لا تدل على صفة والمحضة الخالصة الخالية من الدلالة على شيء آخر، فهم يقولون إن العليم والخبير والسميع ونحو ذلك أعلام لله ليس دالة على أوصاف، وهي بالنسبة إلى دلالتها على ذات واحدة هي: مترادفة، وذلك مثل تسميتك ذاتا واحدة بزيد وعمرو ومحمد وعلي، فهذه الأسماء مترادفة وهي أعلام خالصة لا تدل على صفة لهذه الذات المسماة بها (^١). المسلك الثاني: من يقول منهم إن كل علم منها مستقل، فالله يسمى عليما وقديرًا، وليست هذه الأسماء مترادفة، ولكن ليس معنى ذلك أن هناك حياة أو قدرة. ولذلك يقولون عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر. وقول المعتزلة وإن كان دون قول الجهمية، لكنه عظيم أيضًا (^٢). قال أبو الحسن الأشعري: «وزعمت الجهمية -يعني المعتزلة- أن الله ﷿ لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له، وأرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه، لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر، ووجب ذلك عليهم؛ وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة

(^١) التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية (١/ ٤٦). (^٢) النبوات ص ١٩٨.

1 / 19