Les Perles Fabricées des Hadiths Inventés

Galal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
100

Les Perles Fabricées des Hadiths Inventés

اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

Chercheur

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1417 AH

Lieu d'édition

بيروت

رَسُول الله الخضرة. وَأخرج أَبُو نُعَيْم عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُعْجِبُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْخُضْرَةِ. وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن معَاذ بْن جبل أَن النَّبِي كَانَ يستحبُ الصَّلَاة فِي الْحِيطَان، قَالَ أَبُو دَاوُد يَعْنِي الْبَسَاتِين، وَأخرج الْبُخَاريّ فِي الْأَدَب عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي يَبْدُو إِلَى هَؤُلاءِ التِّلاعِ. فَهَذِهِ شَوَاهِد تجْعَل للْحَدِيث أصلا. وَاعْلَم أَنَّهُ جرت عَادَة الْحفاظ كالحاكم وَابْن حبَان والعقيلي وَغَيرهم أنَّهم يحكمون عَلَى حَدِيث بِالْبُطْلَانِ من حيثية سَنَد مَخْصُوص لكَون رَاوِيه اختلقَ ذَلِكَ السَّنَد لذَلِك الْمَتْن وَيكون ذَلِكَ الْمَتْن مَعْرُوفا من وَجه آخر ويذكرونَ ذَلِك فِي تَرْجَمَة ذَلِكَ الرَّاوِي يُخرجونه بِهِ، فيغتر ابْن الْجَوْزِيّ بذلك وَيحكم عَلَى الْمَتْن بِالْوَضْعِ مُطلقًا ويورده فِي كتاب الموضوعات وَلَيْسَ هَذَا بلائق، وَقد عابَ عَلَيْهِ النَّاس ذَلِكَ آخِرهم الْحَافِظ ابْن حجر وَهَذَا الْوَضع من ذَلِكَ، وَقد قَالَ الْحَاكِم فِي تَرْجَمَة شَيْخه أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الثَّقَفِيّ الزكي، فَعرض عَليّ حَدِيثا عَنْهُ بِإِسْنَاد مظلم عَن الْحجَّاج بن سَمُرَة، قَلِيل سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ رَفَعَهُ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، فَقلت هَذَا بَاطِلٌ وإنَّما تقرب بِهِ إِلَيْك أَبُو بَكْر الشَّافِعِي لأنَّك من ولد الْحجَّاج انْتهى، ومعلومٌ أَن هَذَا الْمَتْن صَحِيح من طَرِيق أُخْرَى، وإنّما حكم عَلَيْهِ بِالْبُطْلَانِ من حيثية هَذَا السَّنَد الْمَخْصُوص الَّذِي اختلقه أَبُو بَكْر، وَكَثِيرًا مَا نَجدهم يَقُولُونَ هَذَا الحَدِيث بِهذا الْإِسْنَاد بَاطِل، أَي وَهُوَ بِغَيْرِهِ لَيْسَ بباطل، فَمثل هَذَا لَا يذكر فِي كتب الْجرْح وَالتَّعْدِيل فِي تَرْجَمَة الرَّاوِي الَّذِي يُراد جرحه. وَبَقِي من طرق هَذَا الحَدِيث الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مَا أَخْرَجَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه، قَالَ أَنْبَأنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن عَليّ الْأمين عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن التنوخي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد الدوري حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القَاضِي، قَالَ حدَّثَنِي من طَرِيق أَبِي عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان اليمامي، عَن أَبِيهِ قَالَ: جلس الْمَأْمُون يَوْمًا وَعِنْده يَحْيَى بْن أَكْثَم فَطلب الْمَأْمُون شربة مَاء، فذهبَ ابْنه الْعَبَّاس فَأتى بِهَا فأطالَ يَحْيَى النظرُ فِي وَجه الْعَبَّاس وَكَانَ من أجمل النَّاس واستغفل، فَجعل الْمَأْمُون ينظر إِلَيْهِ ويضحك فَاسْتَيْقَظَ يَحْيَى من غفلته. فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُول الله: النّظر إِلَى الْوَجْه الْحَسَن يَجْلُو الْبَصَرَ وَبَصَرِي ضَعِيفٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَجْلُوَهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ الْمَأْمُونِ وَقَالَ يَا يَحْيَى اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كِذْبٌ عَلَى رَسُولِ الله. قَالَ فِي اللِّسَان هَذَا خبر بَاطِل والقصة مُخْتَلفَة وَالله أعلم.

1 / 108