الخلاصة في تدبر القرآن الكريم
الخلاصة في تدبر القرآن الكريم
Maison d'édition
دار الحضارة للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Genres
وقام تميم الداري ﵁ بآية حتى أصبح؛ وهي قوله: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (الجاثية: ٢١) (١)، فلم يزل يكرِّرها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام. وكذلك قام بها الربيع بن خُثيم (٢).
وردَّدَ الحسن البصري ﵀ ليلة: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ (النحل: ١٨)، حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: إن فيها مُعْتَبرًا، ما نرفع طَرْفًا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر (٣).
وعن سعيد بن جبير ﵀ أنه ردد قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٢٨١)، بضعًا وعشرين مرة (٤)، وردد قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ﴾ (غافر: ٧٠، ٧١) (٥).
ورُوي عنه أنه أحرم بنافلة فاستفتح: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ (الانفطار: ١)، فلم يزل فيها حتى نادى منادي السَّحَر (٦).
وعن الضحاك ﵀ أنه رَدَّدَ قوله تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ﴾ (الزمر: ١٦) (٧).
_________
(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٩٤)، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ص: ١٤٩، والطبراني في الكبير (١٢٣٦، ١٢٣٧).
(٢) سيأتي قريبًا.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (٥٣).
(٤) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (١٨٩)، وابن أبي شيبة في المصنف (٣٦٤٩٩)، وأحمد في الزهد (٢١٦٥)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٧٢)، والأصبهاني في سير السلف الصالح، ص ٧٨١.
(٥) أخرجه وكيع في الزهد (١٥٦)، وعبدالرزاق في المصنف (٤١٩٦)، وابن سعد في الطبقات (٦/ ٢٧١)، وابن أبي شيبة في المصنف (٨٤٥٥)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٧٢)، والمستغفري في فضائل القرآن (٥٩).
(٦) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن (١٨٩).
(٧) التبيان في آداب حملة القرآن ص: ٦٩.
1 / 60