الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
Genres
٤٢ - أبو زُرعة الرازيُّ (٢٦٤هـ)
قَالَ عبدُ الرَّحْمن بن أبي حاتم: سألتُ أبي وأبا زرعةَ عَن مذاهبِ أهلِ السنَّةِ فِي أصولِ الدِّينِ، وما أدركا عَلَيهِ العلماءُ فِي جميعِ الأمصارِ ومَا يعتقدانِ فِي ذلكَ؟ فقالا:
«أدركنَا العلماءَ فِي جميعِ الأمصارِ - حجازًا وعراقًا وشامًا ويَمَنًا - فكانَ منْ مذهبهم:
وأنَّ اللهَ ﷿ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ كَمَا وصفَ نفسَهُ فِي كتابهِ وعلى لسانِ رسولهِ ﷺ بلا كيفٍ، أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]» (١).
وقال أبو زرعة الرازي ﵀: «المعطِّلةُ النَّافيةُ الذينَ ينكرونَ صفاتِ الله ﷿ التي وصفَ بها نفسَهُ في كتابهِ وعلى لسانِ نبيِّهِ ﷺ، ويكذِّبونَ بالأخبارِ الصحاحِ التي جاءتْ عنْ رسولِ الله ﷺ في الصفاتِ ويتأوَّلونها بآرائهم المنكوسةِ على موافقةِ ما اعتقدوا منَ الضلالةِ وينسبونَ رواتها إلى التشبيهِ، فمنْ نسبَ الواصفينَ ربَّهم ﵎ بما وصفَ بهِ نفسهُ في كتابهِ وعلى لسانِ نبيِّهِ ﷺ منْ غيرِ تمثيلٍ ولا تشبيهٍ إلى التشبيهِ فهو معطِّلٌ نافٍ، ويستدلُّ عليهم بنسبتهم إيَّاهم إلى التشبيه أنَّهم معطِّلةٌ نافيةٌ، كذلكَ كانَ أهلُ العلمِ يقولونَ منهم: عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح» (٢).
(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة (١/ ١٩٨). (٢) الحجة في بيان المحجة (١/ ١٨٧).
1 / 87