167

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Maison d'édition

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Genres

الدرس ٧٩
قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)﴾ [سورة الفرقان].
قال ﵀:
«أي: وقال الكافرون بالله -الذي أوجب لهم كفرهم أن قالوا في القرآن والرسول ﷺ -: إن هذا القرآن كذبٌ كَذَبه محمد وإفك افتراه على الله وأعانه على ذلك قوم آخرون. فَرَدَّ الله عليهم ذلك بأن هذا مكابرة منهم وإقدام على الظلم والزور؛ الذي لا يمكن أن يدخل عقل أحد، وهم أشد الناس معرفة بحالة الرسول ﷺ وكمال صدقه وأمانته وبره التام، وأنه لا يمكنه -لا هو ولا سائر الخلق- أن يأتوا بهذا القرآن الذي هو أجل الكلام وأعلاه، وأنه لم يجتمع بأحد يُعينه على ذلك؛ ﴿فَقَدْ جَاءُوا﴾ بهذا القول ظلمًا وزورًا، ومن جملة أقاويلهم فيه أن قالوا: هذا الذي جاء به محمد: ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا﴾، أي: هذا قصص الأولين وأساطيرهم التي تتلقاها الأفواه وينقلها كل أحد استنسخها محمد، ﴿فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)﴾، وهذا القول منهم فيه عدة عظائم:
١ - رميهم الرسول ﷺ الذي هو أبر الناس وأصدقهم بالكذب والجرأة العظيمة.
٢ - إخبارهم عن هذا القرآن الذي هو أصدق الكلام وأعظمه وأجله بأنه كذب وافتراء.

1 / 172